ولكن لا على حساب السلوك الإنساني!

أمة العطاء والسعادة
26 ديسمبر, 2022
بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان!
4 فبراير, 2023

ولكن لا على حساب السلوك الإنساني!

(سعيد الأعظمي الندوي)

لولا أن الله سبحانه جعل هذا الكون – أرضًا وسماءً – مركز امتحان بشري للإنسان، ولجميع الخلق الذي تتكامل به الكائنات كلها، سواء كان من بين ذوي العقول والاهتداء من الإنسان، وبعض الأنعام وغيرهم.

من ذوات الأرواح، والذي يتمتع بالعقل دون العمل الظاهر تحت أوامره، بما ينتفع به هو نفسه أو يكون جامدًا فينتفع به العوامل العاقلة وغيرها من البشر والبهائم ومن الجن والإنس ومن الكائنات الموجودة في الأرض والسماء التي خلقها الله سبحانه لدعم الحياة وما يتعلق بها من النشاطات، وقد كان من الإنسان من عرف بنعمة الإنسانية وآمن بها وسبح بحمد خالقها وقام بالطاعة له في جميع الأحوال من النوم واليقظة، ولعل كتاب الله تعالى يشير إلى من أكرموا بنعمة الإيمان بالله والاستقامة ورفع منزلتهم بالأمن والعافية فقال: “إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ، نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ” [فصلت:30-31].

ولذلك كان الإيمان بالله ورسوله أساسًا مركزيًا للمسلم جماعة وفردًا، ولا يمكن في أيّ حال أن يزعم المسلم أنه من جماعة المسلمين الذين بشرهم الله سبحانه بالجنة ونعيمها في الآخرة، والولاية الربانية في كل مكان من الدنيا والآخرة، وذلك هو الغرض المطلوب في خلق هذه الدنيا التي تكون كقاعة امتحان للإنسان فمن أعد نفسه لهذا الاختبار العظيم بتنفيذ أوامر الله تعالى في الحياة ليلاً ونهارًا وداخلاً وخارجًا وفي كل حين وزمان وفي أسرته وخارجها، فهو المسلم الكامل الذي عرّفه الله تعالى في كتابه فقال “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ” [الحجرات:15-16].

ومن ثم كان مقياس الحضارة والمدنية قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى….”، ولكننا نرى أن طبقة من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم لا يعملون بهذا الحديث الشريف الذي هو الحد الفاصل بين إنسان يعمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنسان يدعي بأنه مسلم ولكنه لا يعرف معنى للأعمال التي يباشرها في الأوقات والمناسبات، ولا يدري معنى النيات، ويعيش عيشة رآها في بيوت الناس والجيران، من غير قصد إلى أن يدري أن الله تعالى يطلع على كل دقيق وجليل ويعرف كل نوع من الناس ومن خلقه الكريم، ويطلع على النوايا، وما يعيش فيه وما يؤسس من برامج لحياته وأهله وذوي أسرته.

ومن ثم نستطيع أن نقول:

إن هذه الدنيا قاعة امتحان للناس جميعًا ومركز تعليم وتربية للمسلمين وغيرهم، وسيواجه المرء نتائج هذا الامتحان من غير تأخير. (وما ذلك على الله بعزيز)

×