السيرة النزيهة، والرفق والرحمة، والسماحة والرقة. والحكمة والثبات

لا تزال ولن تزال الدعوة الإسلامية والرسالة المحمدية تفتقر في كل عصر إلى رجال يمتازون عن غيرهم بهذه الصفات، وتتسم حياتهم بهذه السمات وتنطبع نفوسهم بهذا الطابع، ولا يمكن أن تنتفع الدعوة الإسلامية كثيراً بجهود الدعاة إذا تجردوا من هذه الصفات؛ بل إن حياة المسلمين الراهنة التي تسير على عكس ذلك الخط المستقيم لأصبحت اليوم دعاية معكوسة للإسلام، تهدي إلى رفضه والإعراض عنه، وتحمل على إساءة الظن به، هذه هي الحقيقة الكبرى التي تجردت عنها حياة كثير منا فوصلنا إلى ما وصلنا إليه، وإن دعاتنا لأحوج إليها، لأن نجاح الدعوة الإسلامية ليطلب ذلك وينحصر به في أبعد حدوده، فلا بد من التربية الصالحة ومن تزكية الحياة وتكييف النفس بما ترضى به الشريعة الإسلامية، وتحتاج إليه الدعوة الإسلامية، وذلك بتربية الفرد على أكرم الأخلاق، وأنبل الصفات، وعلى أحسن ما تتسم به الحياة الإسلامية وترضاه.

(الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي رحمه الله تعالى)