حاجة العصر

مسئولية الأمة الإسلامية
26 نوفمبر, 2022
العالم الإسلامي والعالم العربي
12 يناير, 2023

حاجة العصر

إن البلاد اليوم تحتاج الزاهدين القانعين الذين يفترشون الغبراء؛ لأن الطبقة العالية لا تخضع إلا لأمثالهم، ولكن لا أشير عليكم أن تتكلفوا الزهادة، وأن تصنعوا صنيع الزهاد، لكن الواقع أن الناس يرتمون في حضن من يرونه زاهدًا فيما عند الناس، قانعًا بما قسم الله له، ترون أن الشيخ السرهندي لماذا خضع له إمبراطور عصره؟ لأنهم رأوا أن هذا الرجل الأبي، لا يتردد إلى البلاط، ولا يطوف على الأمراء والكبار، ولا يشفع لأحد، وإنما يذكر ربه خاليًا قابعًا في ناحية مفردة، وينصح الناس، ويخلص لهم الود، ويسدي إلينا بالتوجيه والمشورة، وكذلك صنع جميع علمائنا العاملين، لم يختلفوا إلى الملوك، ولكنهم راقبوهم من بعيد، ووفروا للحكومة رجالاً أمناء، ودعوا لها ولم يبخلوا عليها بمشورتهم الغالية، ولكنهم كانوا يقولون: خير أن تصطلي بالنار من بعيد، أما إذا ألقيت يدك فيها فهي تحرقها.

(العلامة الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله تعالى)

×