الوضع الراهن في البلد

الخطاب الرئاسي في الجلسة الأولى للبرلمان الجديد
7 أغسطس, 2024

الوضع الراهن في البلد

محمد زيد حسين

أوضاع الهند الراهنة مؤسفة للغاية لسكانها وخاصة للمسلمين، يواجه المسلمون موجة غير مسبوقة من إسلاموفوبيا في بلدهم منذ وصول نريندرا مودي إلى السلطة عام 2014م. ينتمي مودي إلى حزب بهارتيا جانتا الهندوسي- وهو جناح سياسي لمنظمة آر ايس ايس المتطرفة الهندوسية- الذي يكن عداءً للإسلام، يعتقد الهندوس أن في طبيعة مودي شيئاً علويًا مقدساً -وهو أيضا يدّعي- وينظرون إليه كالإله حتى يوصَف لدى المتطرفين بـ”الملك الإله” ومن أهم أهدافه تأسيس دولة هندوسية بحتة في الهند.

ومما تجدر إليه الإشارة أن مودي وإن أخفق في نيل الأغلبية المطلقة في الانتخابات العامة الأحيرة ولكن نجح في تشكيل حكومة ائتلافية بمساعدة الأحزاب الصغيرة، منها: تيلوغوديسام (TDM) لجندرا بابو نائيدو، وجانتا دل (JDU) لنتيش كمار (مع أنه يتلون تلون الحرباء ويدور مع مصالحه ويخضع لأغراضه ولكنه تحالف مع مودي ورافقه في ولايته الثالثة للحكم).

يوجد القلق في المسلمين، وقد تفاقمت المخاوف في الأقليات، لأن قرارات الحكومة ومشروعاتها تكشف عن قناع وجهها القبيح. منها:

(1) خطابات استفزازية: قد ازدادت خطابات استفزازية ضد المسلمين في الهند منذ 2014م، كتبت الجزيرة (نقلاً عن تايمز آف انديا وصحيفة دي هندو) “سجلت خلال العام الماضي 668 خطاب استفزازي ووقعت نحو 75 فى المئة (498) في ولايات يحكمها حزب بهارتيا جانتا وكان مودي وحزبه مسؤولا عن ذلك”

صدرت مثل هذه الخطابات خلال الانتخابات العامة مما سمعنا حاليًا في ولاية راجستهان، حيث وصف مودي المسلمين بـ”الدخلاء الذين لديهم كثير من الأطفال”.

(2) طمس التاريخ للمسلمين: حكومة مودي تحاول طمس التاريخ للمسلمين في الهند لتقلل من انجازاتهم، ولذلك محيت من كتب التاريخ فصول تتحدث عن تقدم الاسلام والمسلمين ومآثرهم، وشوهت سمعة الملك المغول وأورنك زيب بوجه خاص.

(3) قانون المواطنة الجديد: الذي يحرم المسلمين-ممن لا يحملون وثائق- من الجنسية، وينزع المواطنة من ملايين المسلمين، ويمنح الجنسية لأصحاب الديانات الأخرى باستثناء المسلمين، مما أدى الى اشتباكات كثيرة وصفت بـ”الأسوأ منذ عقود”.

(4) بناء معبد هندوسي: بناء معبد هندوسي في مكان المسجد البابري الأثري الذي هدمه المتطرفون عام 1992م.

(5) المواكب الدينية: إطلاق مواكب دينية مستفزة للاحتفال بمهرجانات هندوسية أمام مساجد ومدارس دينية إسلامية، وهم يقومون بأعمال شنيعة ضد المسلمين حاملين في أيديهم السيوف إشارة الى تهديدهم بالقتل، فتندلع الاشتباكات، وتُنهَب بيوت المسلمين، وتضرم النيران فيها، ويضربون على عدم هتفهم” جي شري رام” وتقف الشرطة دائماً موقف المتفرج على المسلمين، وقد تقوم بالضرب والاعتقال ولكن كما هي عادة، يكون أغلب المعتقلين من المسلمين، وتستخدم الجرافات لتدمير منازل الأقلية المسلمة والقضاء على سبل عيشها، أما من ينتمون إلى الجماعات الهندوسية المتطرفة، يحظون بدعم حكومي، يجعلهم يتمادون في جرائمهم دون خوف من أي عقوبات قانونية.

لذلك نشاهد أن الهندوس همُّهم الوحيد هو امتصاص دماء المسلمين أو تشريدهم أو إجبارهم على ترك دينهم واعتناق الهندوسية (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد).

×