السيد محمد الحسني

ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في جزيرة العرب حينما كان الناس يقتتلون فيما بينهم، ويعيشون حياتهم كالأنعام، بل هم أضل، كانوا يئدون بناتهم ويشركون بالله، وكانت حياتهم مملوءة بجميع أقسام الشرك والشر والفساد، ففي هذه الأوضاع بُعِث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام بأداء رسالته، يؤدي الأمانة ويبلغ أصول الدين ومبادئ الخلق، وقضى حياته في نشر دين الله الإسلام وهداية البشرية إلى الحق والصراط المستقيم.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤكد على الخلق، وبفضل الأخلاق الحسنة انتشر الإسلام في العالم كله، وبأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بلغ الإسلام من أقصى العالم إلى أقصاه، تميز الإنسان عن الحيوانات وجميع الخلائق، وشخصية الإنسان هي أخلاقه الطيبة وسيرته الحسنة، وتتأثر الأقوام بالأخلاق بينما تفسد الأخلاق السيئة المجتمع البشري، ففساده يأكل القوم كالغلة وفي أي مجتمع تفقد الأخلاق فلا يكون مهذبا.

والمسلم يعرف بأخلاقه وسلوكه، ونبينا صلى الله عليه وسلم أسوة لنا ولجميع الناس، قال الله سبحانه وتعالى “وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ” [القلم: 4].

وقد كانت أخلاقه مرآة صادقة كما قالت عائشة رضي الله عنها:كان خلق صلى الله عليه وسلم القرآن “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ”.

هذه الآية تقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالا كاملا لمكارم الأخلاق، وبسبب أخلاقه اعتنق كثير من المشركين الإسلام، فرسالة هذه الآية أن تتبعوا طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كانت أوضاع المسلمين في غزوة الخندق قاسية لأن الكفار خرجوا إلى المدينة لحملة كبيرة وكان المسلمون لم يستعدوا ولم تكن عندهم وسائل الحرب، والوقت قليل، ويهود المدينة قد غدروا، وفي هذا الوقت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم موجودا مع الصحابة رضي الله عنهم قدما بقدم، وقد كان يشارك أصحابه في حفر الخندق، ونبينا وحبيبنا ينصرهم ويشجعهم ويقيم مع الصحابة رضوان الله عليهم في ميدان الحرب وكان البرد شديدا ولما هجم الكفار لم يضطرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدد جنود الأعداء وقوتهم الحربية وقام بعزم وقوة يشجع أصحابه لما الصحابة رضي الله عنهم بالمجاعة تجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا، وفيها أتى خبر أن بني قريظة نقضوا العهد، هذا الخبر لم يزعجه والمنافقون كانوا يفرون لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ثبت ثبوت الجبال الراسيات، كان الصحابة رضي الله عنهم ورضوا عنه كانوا لا يأكلون ونبيهم لا يأكل أيضا، هي سيرة رسولنا ونبينا.

فمفهوم الأخلاق، الصبر والتحمل والأناة والحلم والعفو والصفح ومكافحة الأحداث.

قال الرسول صلى الله عليه وسلم:

1- “إن من أحبكم إليَّ أحسنَكم أخلاقًا”؛ [رواه البخاري].

2- “أكمل المؤمنين إيمانًا، أحسنُهم خُلقًا، وخيارُكم: خيارُكم لنسائهم خلُقًا”؛ [رواه الترمذي وقال حسن صحيح].

3- “إن لكل دين خلقًا، وإن خلُق الإسلام الحياء”؛ [حسن رواه ابن ماجه].

4- “إن المؤمن ليُدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم”؛ [صحيح: رواه أبو داود].

5- “إن مِن أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم أخلاقًا، وألطفهم بأهله”؛ [رواه الترمذي وحسنه]