الصامدون في وجه الاستعمار (5)
18 أغسطس, 2021في ظل: “الأم العلمية” مرة أخرى (1)
18 أغسطس, 2021حول تواريخ المدينة
[ هذا عنوان أشار به علامة الجزيرة الأستاذ حمد الجاسر (1328-1421هـ) في مقدمته لكتاب المجد الفيروز آبادي (ت 817هـ) المسمى “المغانم المطابة في معالم طابة” المطبوع بتحقيق الجاسر في 1389هـ / 1969م ، إشارات موجزة إلى ما ألف عن تاريخ طيبة الطيبة بدون استقصاء أو تفصيل، وقد اختصره د/ أبو سحبان روح القدس الندوي تعميماً للإفادة ]
تعتبر كتب التاريخ الإسلامي في عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم وخلفائه أهم مصدر من مصادر تاريخ المدينة، فأقدم من عُني بذلك هو عبد العزيز بن عمران الزهري المدني المعروف بابن أبي ثابت الأعرج المتوفى سنة 197هـ، له مؤلفات، وتدل النصوص التي أوردها صاحب كتاب “المناسك” على عنايته بتاريخ المدينة ونصوص أخرى نقلها السمهودي من كتاب “تاريخ المدينة” لابن شبة.
وممن عُني بتاريخ المدينة هو محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي المدني (ت في حدود 200هـ) وكتابه أول كتاب عُرف في تاريخ المدينة، ألّفه سنة 199هـ، بعد وفاة ابن عمران، وتدل النصوص التي نقلها السمهودي في “وفاء الوفاء” عن كتاب ابن زبالة على شموله لكل آثار المدينة ولا استبعاد أن يكون كتابه قد احترق مع كتب السمهودي في حريق المسجد النبوي الذي وقع في رمضان سنة 886هـ.
وأخذ عن ابن زبالة مؤرخان جليلان من مؤرخي المدينة، هما: الزبير بن بكار (172-256هـ) ويحيى بن الحسن الحسيني المدني (214-277هـ).
أما ابن بكار فله “كتاب أخبار المدينة” نقل عنه ابن حجر في “الإصابة” في مواضع والفيروز آبادي في “المغانم المطابة” فصلاً مطولاً عن مساكن القبائل في المدينة، ونقل أشياء أخرى.
وله كتاب “العقيق وأخباره” يحوي تفصيلات قيمة عن هذا الوادي وغيره من أودية المدينة لخصها السمهودي في “وفاء الوفاء”.
وله كتاب “نوادر المدنيين”، هذا بالإضافة إلى الكتب التي ألفها عن شعراء المدينة، كحسان، والأحوص، وعبد الرحمن بن حسان، وابن هرمة وغيرهم.
أما كتاب يحيى فتوجد في كتاب “المناسك” نقول كثيرة عنه، وقد لخص السمهودي كثيراً من معلوماته، ويظهر أنه أيضاً احترق مع كتب السمهودي.
ومن أشهر مؤرخي المدينة: عمر بن شبة النميري (171-262هـ)، وقد استقى جل معلوماته عن عالم مدني هو أبو غسّان محمد بن أحمد بن يحيى الكناني.
وقد رأى الذهبي نصف كتاب ابن شبة فقال: يقضي بإمامته، وأخبر السخاوي في “الإعلان” عن تاريخ ابن شبة، كان عند ابن فهد نقله من نسخة بخط ابن حجر كانت عند عفيف الدين المطري (698-765هـ)، ويظهر أن هذه النسخة هي القطعة التي وصلت إلينا والتي توجد في إحدى مكتبات المدينة وقد وصل إلى السمهودي قطعة من الكتاب، ولخص كثيراً منه.
وممن عني بتاريخ المدينة من العلماء الأعلام: علي بن محمد المدائني (135-225هـ) وهو من تلاميذ ابن عمران الآنف الذكر، ومن أوائل المصنفين في التاريخ والأدب، ومن شيوخ كبار المؤرخين، وقد ذكر ابن النديم أن للمدائني كتابين يتعلقان بالمدينة، أحدهما عن حماها وجبالها وأوديتها، وفي كتاب السمهودي نقول عن المدائني هذا تتعلق بوقعة الحرة، وفي تاريخ ابن جرير نقول أخرى تتعلق بتاريخ المدينة.
ومحمد بن عمر الواقدي (130-207هـ) وهو من علماء المدينة، وله مؤلفات كثيرة وصل إلينا بعضها، وقد ألف كتاباً عن وقعة الحرة، نقل السمهودي عنه في مواضع من كتابه “وفاء الوفاء”.
وعبد الله بن أبي سعيد الوراق (197-274هـ) وهو من تلاميذ ابن بكار وابن شبة، وقد ذكر ابن النديم من مؤلفاته “كتاب المدينة وأخبارها”، وتجد في كتاب “المناسك” نقولا عن ابن أبي سعيد هذا بما يدل على سعة اطلاعه، كما في “الأغاني” عنه نقول واسعة، تتعلق ببعض الشعراء المدنيين، كالأحوص، وابن هرمة، ومعن بن أوس المزني، وجعفر بن الزبير بن العوام.
أما هارون بن زكريا الهجري (من رجال القرن الثالث والرابع الهجري) فأقام في المدينة ساكناً في العقيق وعني بتحديد الأمكنة المتصلة بالمدينة كالعقيق وحمى النقيع، والأشعر والأجرد جبلي جهينة وغير ذلك من المواضع مما تجد طرفاً منه في كتاب الجاسر عن الهجري.
وممن ألف في تاريخ المدينة محمد بن عبد الرحمن بن زكريا المخلصي الذهبي (305-391هـ)، له كتاب في أخبار المدينة، ورزين بن معاوية العبدري السرقطي الأندلسي المتوفى سنة 535هـ، له “أخبار دار الهجرة”، وابن النجار البغدادي (578-641هـ) ألف كتاب “الدرة الثمينة في أخبار المدينة” (ط)، وذيل عليه أبو العباس العراقي في “تاريخ المدينة”، ونقل السمهودي في “وفاء الوفاء” عن كتاب العراقي، ولابن عساكر الدمشقي (614-676هـ) “إتحاف الزائر” يتعلق بتاريخ المدينة، نقل عنه السمهودي كثيراً، ولجمال الدين المطري (676-741هـ) “التعريف بما آنست الهجرة من معالم دار الهجرة”، وهو ذيل لكتاب ابن النجار، ولابن فرحون (691-769هـ) كتاب “نصيحة المشاور وتعزية المجاور” يشتمل على تراجم وغيرها، نقل عنه السمهودي، ولعفيف الدين المطري (698-765هـ) كتاب “الإعلام بمن دخل المدينة من الأعلام”، وألف محمد بن أحمد بن أمين الأقشهري المتوفى سنة 796 كتاب “الروضة الفردوسية في أسماء من دفن في البقيع” في التراجم، ونقل عنه السمهودي، ولجمال الدين المرجاني (724-781هـ) كتاب في تاريخ المدينة نقل عنه السمهودي وذيل عليه أحمد بن عبد الله بن حسن باعنتر السيووني الحضرمي المتوفى سنة 1091هـ في مجلد.
وجاء زين الدين أبو بكر بن الحسين بن عمر المراغي (727-816هـ) فلخص كتابي ابن النجار والمطري: “الدرة” و”التعريف” وذيل عليهما بكتاب “تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة” (ط).
وفي آخر كتاب “البحر العميق” في المناسك لمحمد بن ضياء الحنفي (789-854هـ) بحث مفصل عن آثار المدينة.
ثم جاء مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي (729-817هـ) فألف “المغانم المطابة في معالم طابة” وقد طبع هذا الكتاب بتحقيق حمد الجاسر في سنة 1389هـ وقد تناول الجاسر في مقدمته الضافية التعريف به ولصاحبه وموارده فيه.
ومن بعده جاء الحافظ المؤرخ السخاوي (831-902هـ) فألف كتاب “التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة”، وقد طبع منه إلى آخر حرف العين في ثلاثة مجلدات ومن الرابع 192 صفحة، ثم وقف الطبع، وقد أشار المؤلف إلى كتابه هذا في “الإعلان”.
ثم جاء في عصر السخاوي مؤرخ المدينة بحق نور الدين علي بن عبد الله السمهودي (844-911هـ) فتصدى لجمع تاريخ المدينة، أفرغ جهده فألف:
- اقتضاء الوفاء بأخبار دار المصطفى”: لخص فيه كل ما وقف عليه من تواريخ المدينة، وفصّل جميع ما شاهده، سالكاً طريقة الاستيعاب، ولكنه لم يكمله، ومع ذلك فقد احترق مع كتبه التي احترقت في المسجد النبوي في رمضان سنة 886هـ.
- وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى: اختصره من الكتاب الأول ولخص فيه مجمل ما اطلع عليه من تواريخ المدينة، لابن زبالة، وليحي الحسيني، وابن شبة، وابن النجار والمطري، والمراغي، والفيروزآبادي، وغيرهم، وانتهى منه سنة 888هـ، وقد طبع الكتاب في أربعة أجزاء، طبعتين كثيرتي الأخطاء غير محققتين مع وجود نسخ خطية منه جيدة.
- خلاصة الوفاء بأخبار دار المصطفى: ألفه سنة 891هـ، اختصر فيه “وفاء الوفاء” في نحو نصفه، مع جمع مقاصده، وقد طبع هذا الكتاب أيضاً.
وله مؤلفات صغيرة، ورسائل تتعلق بتاريخ بعض الآثار النبوية، يراجع في مقدمة الجاسر لكتاب المجد.
وللسيد محمد كبير بن المدني (1002-1070هـ) كتاب “الجواهر الثمينة في محاسن المدينة”، وهو كتاب أدب لا كتاب تاريخ، إلا أنه يحوي فوائد جمة في وصف بعض المواضع.
وفي عصر الجاسر ألف الأستاذ عبد القدوس الأنصاري (1324-1403هـ) كتاب “آثار المدينة المنورة” يحوي معلومات قيمة عن الآثار الباقية، وهو مطبوع متداول.
وللأستاذ علي حافظ كتاب “فصول من تاريخ المدينة المنورة” من الكتب التي لا يستغني عنها أيُّ باحث في تاريخ المدينة الطيبة.
وللأستاذ الشريف إبراهيم العياش من علماء طيبة الطيبة كتاب حافل في تاريخها.
هذه أهم المؤلفات المتعلقة بتاريخ المدينة، مما عرف الجاسر، وهناك مؤلفات أخرى صلتها بالفضائل أكثر من صلتها بالتاريخ لم يتعرض الجاسر لذكرها، ومؤلفات لها صلة بأنساب السكان لم يذكرها الأستاذ حمد الجاسر.
وكذا المؤلفات التي تتعلق ببعض جوانب خاصة كبناء السور، وكالمفاضلة بين قباء والعوالي، أو ذكر النار التي حدثت في 654هـ بقرب المدينة (البركان).