بر الوالدين

محمد صلى الله عليه وسلم: أسوة حسنة
25 سبتمبر, 2025
محمد صلى الله عليه وسلم: أسوة حسنة
25 سبتمبر, 2025

بر الوالدين

محبوب علي(*)
(*) طالب الثانوية الخامسة بمدرسة ضياء العلوم برائ بريلي
إن الوالدين أعظم نعمة أنعم الله بها على الإنسان، ووجودهما في حياة أولادهما أكبر منة عليهم، إن البر بهما يوجب على صاحبه الجنة،والإحسان إليهما يسبب التقرب إلى الله عزوجل، والإمتثال لأوامرهما يمهد الطريق إلى الجنة،ويسبب النجاة من النار، ورضا الرب منوط برضاهما،ألا ترى من التي حملتك وهنًا على وهن، ورضعتك كرهًا وأرضعتك عامين متواليين، ومن التي سهرت لك الليالي ونسيت راحتها لراحتك وجوعها لجوعك، ومن الذي كابد لك ما كابد من المصائب والأوضاع القاسية، ومن الذي أتعب نفسه لكسب الأموال ومن الذي ركز عنايته كلها على تربيتك في بيئة صالحة، ومن الذي فكر دائمًا أن تكون من أسعد الناس، وكان همه أن تكون حياتك هانئة وادعة لا يعكر صفوها معكر، ولا يكدر هناءها مكدر مهما كلف ذلك من ثمن.
هما والداك الذان يلبسان الملابس البالية لتردي الملابس الجديدة القشيبة، ويترجلان لتركب المراكب الفاخرة، أليس لك أن تحترمهما كل الإحترام، وتتلقى أوامرهما بغاية من التقدير والرغبة، وتخفض لهما جناح الذل وتقول في دعائك “يا رب ارحمهما كما ربياني صغيرا” وتؤثرهما على نفسك ولزوجتك وأولادك وتقر أعينهما بالجلوس معهما والتحدث إليهما ولا ترفع أصواتك فوق صوتهما، ولا تحدق إليهما بل تغض بصرك أمامهما.
تعال نقرأ حقوقهما في ضوء القرآن والسنة، قال الله تعالى “وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما” وقال تعالى: “واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وبالوالدين إحسانا”، وقال: “وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل ألا تعبدوا إلا الله وبالوالدين إحسانا”، وقال تعالى: “قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا”، أمر الله تعالى بالإحسان إليهما بعد أمره بعبادته، فقال في موضع آخر: “ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا”. والأحاديث تدل على وجوب بر الوالدين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة”، وفي حديث آخر “جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك ، قال: ثم من؟ قال: أمك ، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك، وقد روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: “ثلاث آيات نزلت مقرونة بثلاث آيات، ولا تقبل واحدة بغير قرينتها، أولها: أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فمن صلى ولم يؤد الزكاة لا تقبل منه الصلاة، والثاني قوله تعالى: “اشكر لي ولوالديك” فمن شكر الله ولم يشكر والديه لم يقبل منه، والثالث قوله تعالى “أطيعوا الله وأطيعوا الرسول” فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه، فلذلك على كل منا أن يصوغ حياته بصبغة القرآن والسنة.