النادي العربي يدشن فعالياته ويدعو الطلاب إلى المساهمة فيها
23 يونيو, 2024ندوة فقهية ليومين في دار العلوم لندوة العلماء
إعداد: محمد نعمان (طالب السنة الثالثة من العالية)
“الإسلام دين أبديٌّ يبقى إلى يوم القيامة، ومسؤولية حلّ المسائل الناشئة بتغيُّر الأحوال والظروف، تعود إلى العلماء، لذلك تنعقد هذه الندوة الفقهية اليوم، وقد جعل الله تعالى هذا الدين سهلاً، والشرح الصحيح للدين الصحيح فريضة العلماء، فعلينا أن نراعي التيسير في حلّ المسائل المستحدثة والقضابا المتجددة”.
صرّح بذلك فضيلة الشيخ السيد بلال عبد الحي الحسني الندوي الرئيس العام لندوة العلماء في كلمته الرئاسية في ندوة فقهية عقدها “مجلس البحوث الشرعية لندوة العلماء” في قاعة المحدث الشيخ حيدر حسن خان التونكي يومي السبت والأحد 4–5 ربيع الآخر 1447هـ، وتخللتهما جلسات متعددة نوقشت فيها قضايا جديدة، منها “أوقاف المساجد والمسائل المتعلقة بها”، و”مسائل المقابر الجديدة”، و”التلفيق بين المذاهب وتتبع الرخص”، وفي ختام الندوة اتخذت قرارات وتوصيات صاغتها اللجان المكلفة.
وشارك في هذه الندوة الفقهية عدد منتخب من العلماء وأصحاب الفقه والفتيا من أنحاء البلد، كماحضر فيها أساتذة الدار والطلبة الدارسون في قسم الفقه والإفتاء.
وتحدث فضيلة الشيخ خالد سيف الله الرحماني رئيس هيئة قانون الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند في الندوة فقال: “إن الاجتهاد الاجتماعي لحلّ المسائل والقضايا الجديدة له أهمية كبيرة، وقد سلك الأئمة المجتهدون على هذا المنهج، ولقد تغيرت الظروف في هذا العصر تغيرًا ملحوظًا، فينبغي على العلماء البحث والنظر فيها، فإن خدمات مجلس البحوث الشرعية في هذا المجال تستحق الثناء والتقدير”.
وقدم سعادة الشيخ عمار عبد العلي الحسني الندوي الأمين العام لندوة العلماء كلمة ترحيب، ألقى فيها ضوءا على تاريخ المجلس وخلفية تأسيسه، حيث قال: “إن تأسيس هذا المجلس من مآثر سماحة الإمام الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي العظيمة المتنوعة”.
وتحدث فضيلة الشيخ محمد زكريا السنبهلي الندوي عميد كلية الشريعة وأصول الدين بدار العلوم لندوة العلماء: “إن مصدر الإسلام هو القرآن الكريم والسنة النبوية، فعلينا أن نستخرج الدرر واللآلئ من بحر القرآن والسنة لنستضيء بها في حلّ المسائل الفقهية والقضايا الأخرى، كما نرى اليوم أن الاعتراضات والشبهات المثارة حول الإسلام قد كثرت، فإذا شئنا الدفاع عن الإسلام فعلينا أن نطبق الشريعة على حياتنا”.
وفي مفتتح الندوة تحدث الشيخ المفتي عتيق أحمد البستوي سكرتير مجلس البحوث الشرعية وألقى الضوء على تاريخ المجلس وإنجازاته العلمية، وأكد على ضرورة الاجتهاد وأهميته، وقال: إن عمل الإجتهاد عمل دقيق جداً ومسؤولية كبيرة، وعلى العلماء أن يهيئوا كوادر قادرة على معالجة الأحوال، وإلا فستواجه هذه الأمة مشاكل، وقال: “كان الإجتهاد الإجتماعي رائجاً في زمن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وكانوا يحلّون المشاكل بالمشورة فيما بينهم، واليوم هناك مراكز ومؤسسات تقوم بهذا العمل، وتعمل بالتعاون والتنسيق فيما بينها.
أدار الجلسة الافتتاحية الأستاذ محمد نصرالله الندوي، وقدم الأستاذ منور سلطان الندوي ملخص التقرير السنوي عن المجلس، وبهذه المناسبة تم إصدار مجموعة مقالات قدمت في الندوة الفقهية السابقة مثلا: “التلقيح الصناعي للحيوانات”، و”بيع المعدوم وصوره المعاصرة”، و”التيسير في الفقه الإسلامي ومتطلبات العصر”، بالإضافة إلى إصدار عدد جديد من مجلة “البحوث الشرعية” الفصلية التي يصدرها المجلس، وقدم الأستاذ ظفر عالم الندوي كلمات الشكر.
وشارك في هذه الندوة الفقهية الشيخ عبدالعزيز البهتكلي الندوي (القائم بأعمال مدير دار العلوم لندوة العلماء)، والشيخ نياز أحمد الندوي (أستاذ الحديث ورئيس قسم القضاء الشرعي بندوة العلماء والمشرف الأعلى على شؤون طلبة دار العلوم)، والشيخ فضل الرحيم المجددي الندوي (السكرتير العام لهيئة قانون الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند)، والشيخ سفيان القاسمي (مدير دار العلوم “وقف” بديوبند)، والشيخ علاء الدين الندوي (عميد كلية اللغة العربية وآدابها)، والأستاذ عمير الصديق الدريابادي الندوي (نائب مدير مجلة “تعميرِ حيات” الأردية الصادرة بندوة العلماء)، والشيخ ضياء عبدالله الندوي (عضو المجلس الاستشاري لندوة العلماء)، وعدد ملحوظ من العلماء وأصحاب الفتيا من أنحاء البلد.
وأكد الشيخ سفيان القاسمي مدير دار العلوم “وقف” بديوبند على مسؤولية العلماء حيث قال: “إن من مسؤوليات العلماء أن يعرفوا العوام عن مسائل الأوقاف” وأضاف قائلا: “ليس لنا أن نيأس بأي حال من الأحوال، والأحوال تتبدل، والتغيرات السياسية تأتي وتذهب مرارا وتكرارا، فمن المناسب أن لا نفزع ونضطرب، بل علينا أن نواجهها بكلّ جدّ وصرامة، وهذا يمكننا إذا كنا مرتبطين بتاريخ أسلافنا”.
وقال الشيخ خالد سيف الله الرحماني في ختام الندوة: “على العلماء أن يصرحوا ويفسروا الرسالة الإسلامية بأسلوب واضح مقنع للناس، ويشيع اليوم الإلحاد والإرتداد، فينبغي للعلماء أن يقنعوا الناس بتعاليم الشريعة الإسلامية، وعلى الداعية والمفتي أن يتقدم بالحلم والحزم في سبيل الدعوة وشرح الدين وتعاليمه”
وقد أبدى عدد من العلماء الحضور رأيهم، فمنهم المفتي عبد الرزاق القاسمي أستاذ دار العلوم بديوبند، والمفتي أنور علي الأعظمي، والأستاذ آفتاب عالم الدهنبادي الندوي، والشيخ بدر أحمد المجيبي، والمفتي شاه جهان الندوي، والدكتور فهيم أختر الندوي، وغيرهم. وممن أدروا جلسات مختلفة: الأستاذ رحمت الله النيبالي الندوي، والأستاذ نصر الله الندوي، والأستاذ منور سلطان الندوي، والدكتور فهيم أختر الندوي.
وفي الجلسة الختامية قدمت عدة قرارات وتوصيات، وقد قرأ الشيخ فضل الرحيم المجددي الندوي التوصية المتعلقة بموضوع “الأوقاف” في الندوة وقال: “إن قانون الأوقاف الجديد يخالف الشريعة الإسلامية، ويبث بين المسلمين الإضطراب الشديد، ويشكل على الأوقاف خطراً، فنطالب الحكومة الهندية أن تستردّ هذا القانون، لأن هذا القانون يخالف الدستور الهندي”.

