الدكتور محمود الطَّناحي وكتابه “تاريخ نشر التراث العربي” (1)

الغفلة عن الموت
21 أغسطس, 2025
“بداية النهاية: إسرائيل ستنهار خلال عامين… والإسرائيليون يفرّون كالفئران”
21 أغسطس, 2025
الغفلة عن الموت
21 أغسطس, 2025
“بداية النهاية: إسرائيل ستنهار خلال عامين… والإسرائيليون يفرّون كالفئران”
21 أغسطس, 2025

الدكتور محمود الطَّناحي وكتابه “تاريخ نشر التراث العربي” (1)

د. أبو سحبان روح القدس الندوي

أما محمود الطّناحي (19351999م) عالم العربية وعاشق التراث، فهو أحد أعلام اللغة العربية، وواحد من الطبقة العليا من المحققين الأثبات، ورائد الروّاد الذين خدموا التراث النحوي.

برع في علم المخطوطات قراءة ومعرفة وانتقاء وفهرسًا ووصفًا، ودافع عن العلم والعلماء.

وُلد بمحافظة المنوفيّة عام 1935م، وانتقل إلى القاهرة في الثامنة من عمره، وأتم حفظ القرآن الكريم في الثالثة عشر من عمره.

التحق بالأزهر ودرس فيه حتى نال شهادة الثانوية عام 1958م، ثم التحق بكلية دار العلوم (جامعة القاهرة) وأحرز الإجازة في علوم العربية والشريعة عام 1962م، وظفر بشهادة ماجستير عام 1972م، وعنوان رسالته: “ابن معطي وآراؤه النحوية” مع تحقيق كتابه “الفصول الخمسون”.

ونال الدكتوراه من جامعة القاهرة أيضًا عام 1978م.

وعنوان أطروحته: “ابن الشجري وآراؤه النحوية” مع تحقيق الجزء الأول من كتابه “الأمالي النحوية”.

  • أما شيوخ الطناحي في العلم فهم حسب وفياتهم، وتميّزهم في الثقافة:
  • فؤاد سيد (19161967م): عالم المخطوطات بدار الكتب المصرية.
  • محمد أبو زهرة (18981974م): أكبر علماء الشريعة في عصره وصاحب مؤلفات.
  • محمد رشاد عبد المطلب (19171975م): العالم بالمخطوطات وأماكن وجودها.
  • عباس حسن (19001978م): النحوي المتمكِّن ومؤلف كتاب “النحو الوافي” (13)
  • علي حسب الله (18951978م): أشد
  • عبد الغني عبد الخالص (19081983م): الفقيه الأصولي الأزهري.
  • عبد السلام هارون (19091998م): النحوي اللغوي، والمحقق المعروف.
  • عامر السيد عثمان (19001988م): المقرئ المتقن، المتمكن في القراءات وعلوم القرآن، عمل مستشارًا لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة وتوفي بها ودُفن بالبقيع.
  • السيد أحمد صقر (19151989م): العالم باللغة والأدب، المحقق المجوّد.
  • عبد الله درويش (19231994م): العالم بالنحو واللغة، والمشرف على أُطروحة الطناحي للدكتوراه.
  • محمود محمد شاكر (19091997م): إمام أهل اللغة والأدب والتحقيق في عصره.
  • د. تمام حسان (19181973م): أشرف علي أطروحة الطناحي للدكتوراه في مراحلها الأولى، عيَّن مدرسًا بدار العلوم، ثم عميدًا لها.
  • محمد بدوي المختون (19201996م): النحوي والمؤلف المحقق.
  • أما نشاطه العلمي فقد شارك في نشاط معهد المخطوطات العربية بالقاهرة ثلاثة عشر عامًا، وخرج عضوًا في بعثاته لدراسة وتصوير المخطوطات، وزار تركية، والمغرب الأقصى، والسعودية، وشمال اليمن، واكتشف في هذه البلدان بعض المخطوطات المجهولة التي لم تنحدر في خزائن الكتب.

وشارك في ندوات كثيرة، وكتب عشرات المقالات العلمية.

  • أما أعماله الوظيفية فعمل عقب تخرجه في دار العلوم مُعيدًا بمعهد الدراسات العربية الأمركية بالقاهرة: 63

ثم عيّن خبيرًا بمعهد المخطوطات العربية بجامعة الدولة العربية حتى أواخر عام 1978م.

وانتُدب أستاذًا بقسم الدراسات العليا بكلية الشريعة بمكة المكرمة وعمل فيما بعد في جامعة أم القرى بمكة باحثًا بمركز البحث العلمي وإحياء التراث إلى أن استقال منها عام 1989م.

وعيِّن أستاذًا بكلية الدراسات العربية والإسلامية بجامعة القاهرة فرع الفيّوم 9196، ثم انتقل أستاذًا ورئيسًا لقسم اللغة العربية بكلية آداب جامعة حلوان 9697 وبقي فيها حتى وفاته.

وقد تبوّأ الطناحي منازلَ عاليةً ومكانة علمية في أوساط ثقافية، فاشتهر لغويًا، ونحويًا، وعروضيًا، ومحققًا، ومفهرسًا.

  • أما منهجه وطريقته في التحقيق فقد ألقى عليه أحمد العلاونة ضوءًا قائلاً: “كان ينسخ الكتاب بقلمه ويقابل بين نسخه، ثم يلتمس موارده في كتب السابقين، ويتتبّع نقوله في كتب الخالفين، وكان يحرص على ربط قضايا الكتاب ومسائله بالمتاح له من كتب مؤلفه، ويوصل قضايا الكتاب بالكتب المتشابهة الأخرى، وكان يعطي الكتاب ما يحتاجه من العناية والجد والاجتهاد، والتأنِّي والتريُّث وطول البحث والتثبت والتوثيق”.

“وكان لا يذكر من مراجع التحقيق إلا ما رآه رأي العين، وراجع عليه النص”.

واستمر العلاونة إفادة: “فإذا فرغ من التحقيق، شرع في صناعة الفهارس الكاشفة التي هي مفتاح الكتاب، يتيسّر الرجوع إليه والاستفادة منه”.

  • أما إنتاجه العلمي ففيما يلي:
  • مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي: وهو الذي يهمني التعريف به.
  • الموجز في مراجع التراجم والبلدان والمصنفات وتعريفات العلوم.
  • فهارس كتاب الأصول في النحو لابن السراج.
  • ديوان المعاني لأبي هلال ا لعسكري، وشيء من التحليل والعروض والفهرسة، ونشرته مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق.
  • الكتاب المطبوع بمصر في القرن التاسع عشر.
  • مستقبل الثقافة العربية.
  • أما تحقيقاته فهي:
  • النهاية في غريب الحديث والأثر، لمجد الدين ابن الأثير.
  • طبقات الشافعية الكبرى، لابن السبكي، عشرة أجزاء بالاشتراك مع الدكتور عبد الفتاح الحلو.
  • العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، لتقي الدين الفاسي (الجزء الأول)
  • الغريبين – غريبي القرآن والحديث – لأبي عبيد الهروي (الجزء الأول)
  • الفصول الخمسون في النحو، لابن معطي.
  • تاج العروس شرح القاموس، للمرتضي الزبيدي (الجزء السادس عشر والثامن والعشرين)
  • منال الطالب في شرح طوال الغرائب، لمجد الدين ابن الأثير.
  • كتاب الشعر – أو شرح الأبيات المشكلة الإعراب – لأبي علي الفارسي (جزءان)
  • أمالي ابن الشجري، ثلاثة أجزاء.
  • ذكر النسوة المتعبدات الصوفيات، لأبي عبد الرحمن السلمي.
  • أعمار الأعيان، لابن الجوزي.
  • أرجوزة قديمة في النحو، لليشكري.
  • هذا، ويهمني في هذه العجالة النافعة إلقاءُ الضوء على كتاب الطناحي “مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي و….”، والتعريف به موجزًا.

أما الطّناحي فهو نسبة إلى قرية “طناح” وهي أحدى القرى التابعة لمركز المنصورة في محافظة الدقهلية في جمهورية مصر العربية.