أديب الإسلام الدكتور حلمي القاعود

المحدث المعمر الشيخ محمد عاقل السهارنفوري في ذمة الله تعالى
26 مايو, 2025
وفاة الشيخ محمد سلطان ذوق الندوي
22 يونيو, 2025

أديب الإسلام الدكتور حلمي القاعود

بقلم: الدكتور حسن الأمراني(*)

في يوم الثلاثاء، 15 ذي القعدة 1446هـ، الموافق لـــ 13 مايو 2025م، انتقل إلى جوار ربه تعالى أديب الإسلام، ومفكر الإنسانية، الأستاذ الدكتور حلمي محمود القاعود، عن عمر يناهز التاسعة والسبعين.

فمن هو الدكتور حلمي محمود القاعود؟

ولد الدكتور حلمي في قرية المجد مركز الرحمانية بمحافظة البحيرة، بمصر، في 5/أبريل 1945م.

ظهر نبوغه الأدبي والفكري مبكرا، حيث نال جائزة المجمع اللغوي بالقاهرة، وعمره ثلاثة وعشرون عاما، سنة 1968م، ثم نال جائزة المجلس الأعلى للثقافة بمصر سنة 1974م. وأقيم له عدة تكريمات داخل مصر وخارجها.

كما أنه مارس العمل الصحفي، مع عمله الأكاديمي في الجامعة، ونشر في عدد كبير من المنابر الثقافية داخل مصر وخارجها، وكان من كتاب مجلة (المجتمع) العتيدة التي تصدر بالكويت، بشكل منتظم.

وقد حصل على شهادة الدكتوراه في البلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن من كلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة عام 1984م. وكان موضوع أطروحته هو: (محمد صلى الله عليه وسلم في الشعر العربي الحديث)، وهو الكتاب الذي أصل للقول بأن الأدب الإسلامي حقيقة واقعة في الشعر العربي الحديث، منذ عصر النهضة، مع البارودي وشوقي وأضرابهما.

التحق الدكتور حلمي القاعود مبكرا برابطة الأدب الإسلامي العالمية، عضوا عاملا، وصدر له ضمن منشورات الرابطة كتاب عن الدكتور نجيب الكيلاني عنوانه: (الواقعية الإسلامية في روايات نجيب الكيلاني: دراسة نقدية)، صدرت طبعته الأولى عن دار البشير، عمان، الأردن (1996م)، ثم نشرته دار العلم والإيمان للنشر والتوزيع، دسوق، مصر (2008م)، ثم دار النابغة، طنطا، مصر (2021م).. ولا عجب في أن يعاد طبع هذا الكتاب مرارًا، ويتلقاه الأكاديميون والمهتمون بالأدب الإسلامي بعنابة بالغة، فهو من أكثر الكتب التي صدرت عن الدكتور الكيلاني رصانة وعلمية ومنهجية. وقد شهد له بذلك الدكتور الكيلاني نفسه، واعتبره من أفضل ما كتب عنه، وذلك في آخر حوار له، أجرته معه زوجته، الأستاذة كريمة شاهين، وصدر بالقاهرة، في كتاب مستقل.

كما كتب حلمي القاعود سيرة ذاتية شائقة، في أجزاء، سمى كل جزء منها باسم خاص، تبرز فيه الشاعرية. فسمى الجزء الأول منها، مثلا: (زمن البراءة: النيل بطعم الجوافة). وقد صدرت طبعته الأولى 1435 هــ ــ 2013م. وقد استهل هذا الجزء بحمد الله تعالى والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: (وبعد: فهذه سطور أهديها إلى حفيدتي ” رقية “؛ الفرحة الكبرى التي جاءت مع بشائر تحرير الإسلام ومصر من قبضة الاستبداد والإجرام التي عاشتها بلادنا طوال ستين عاما، وكان نداؤها: يا جدو.. موسيقى طبيعية يهتز لها القلب ويطرب لها الوجدان في آخر العمر واقترابه من حافة الآخرة.

أردت من خلال هذه السطور أن أقدم لها بعض ملامح تجربتي في الحياة لعل فيها بعض ما يفيدها فتعمل على استثمارها، وبعض مالا يرضيها فتحرص على تجنبه)

ومما قال أيضا في هذه الاستهلال: (كل ما أريده هو أن تعرف رقية كيف عاش جدها حياته؛ وخاصة في مرحلة الطفولة والصبا والشباب الأول، فتراه وهو الذي لم يولد في بيئة متمدينة راقية، قد استطاع بالإيمان والعمل الدائم والصبر على متاعب الحياة، أن يرقى في مجال العلم والمعرفة وأن يشارك بقلمه في قضايا أمته ووطنه، وأن يضع رؤاه وتصوراته لخدمة الدين والوطن والمستقبل من خلال آلاف المقالات والدراسات وعشرات الكتب وما لا يحصى من الطلاب في شتى مراحل التعليم داخل الوطن وخارجه).

أما في مجال الكتابة الروائية، فقد نشر الدكتور حلمي القاعود نحو 20 رواية، ومجموعتين قصصيتين ومن رواياته: “الحب يأتي مصادفة” وهي عن تجربته الخاصة ومشاركته في حرب رمضان/أكتوبر، ومنها “شغفها حبًا،” “مالك الملك”، “مكر الليل والنهار”. وتبرز في هذه الروايات الثلاث الأخيرة استعارة العناوين من القرآن الكريم.

رحم الله تعال العالم الأديب الدكتور حلمي محمود القاعود وأكرم نزله وجزاه عما قدم لأمته والإنسانية من خدمات جليلة، خير ما يجزي عباده الصالحين.

(*) رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية

×