الدكتور محي الدين قرا داغي

رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.

بقلوب يعتصرها الألم وترتجفها اللوعة، ننعى شيخاً فاضلاً وعالماً جليلاً، رجل الدعوة والعلم، الذي قضى حياته في خدمة الإسلام ونشر الخير بين الناس، فضيلة الشيخ جعفر مسعود الحسني الندوي، الأمين العام لندوة العلماء في لكنو – الهند، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى إثر حادث سير أليم أثناء وقوفه على الشارع، حيث صدمته سيارة مسرعة فأفضى إلى ربه على الفور.

لقد كان الشيخ جعفر مسعود، رحمه الله، مثالاً للعلم النافع والعمل الصالح، يجمع بين فقه الفكر وورع التقوى، ورائدًا في ميادين الدعوة إلى الله على بصيرة. لقد عرفته دروب الدعوة علماً وعملاً، وألفته المجالس نوراً وإشراقاً، وكان بحق صديق الدرب ورفيق المسير، فجعنا بفقده ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون.

نسأل الله الكريم أن يتغمده برحمته الواسعة، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، ويحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً، وأن يجمعنا به تحت لواء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

رحمه الله رحمة واسعة، وألهمنا وأهله وذويه الصبر والسلوان.