أروع قصيدة قيلت في تعظيم الله سبحانه وتعالى
21 نوفمبر, 2024هو يُرسِلُ الرَّحَماتِ
حسن الحضري (شاعر وكاتب مصري)
لا يَخدَعَنَّكَ طُولُ إمهالِ
وصَفاءُ عيشٍ بينَ أَرْسالِ
واعلَمْ بأنَّ الدَّهرَ ذو حِوَلٍ
ما بينَ إدبارٍ وإقبالِ
واللهُ علَّامٌ بأفئدةٍ
ما إنْ لها في الخيرِ مِن حالِ
قد كانَ في الماضينَ موعظةٌ
لَهُمُ، وأمثالٌ بأمثالِ
إنْ يَمكُروا فاللهُ مُمْهِلُهُمْ
أو يَعجَلوا يأخُذْ بإِعجالِ
واللهُ ذو فضلٍ ومغفرةٍ
ولكلِّ ذنبٍ عَفْوُهُ تالِ
يَعفُو ويَغفِرُ أو يَرُدُّهُمُ
خَذْلَى بأخطابٍ وأهوالِ
ولكلِّ شيءٍ عِندَهُ قَدَرٌ
لا يَنْقضي إلا بآجالِ
ما هذه الدُّنيا وزِينَتُها
إلَّا كَبارِقِ لُمْعَةِ الآلِ
ما يَنْقضي فيها العَجيبُ ولا
يَرضَى الفَتَى فيها بإقلالِ
هي حكمةٌ لِلَّهِ قد نَطقتْ
بِبَديعِ أقوالٍ وأفعالِ
لا يَنفعُ المَرءَ الضَّلالُ ولا
يُنْجِيه مِن كربٍ بآمالِ
والشَّرُّ مهما طالَ، مَرجِعُهُ
في ظُلمةٍ تَهوِي بأرذالِ
فاصدَعْ بأمرِ اللهِ واعتَصِمَنْ
بِصِراطِ ربِّكَ غيرَ وَجَّالِ
لا خيرَ في خيرٍ تُضَيِّعُهُ
ما بينَ تَسوِيفٍ وإهمالِ
ولكلِّ أمرٍ بعدَ ذاك مَدًى
حتمًا سيَبْلُغُهُ بإرقالِ
والحقُّ نُورٌ يُستضاءُ به
في كلِّ تَطريقٍ وإعضالِ
لولا الذي سَطَرَ المَلِيكُ لَهُمْ
في لَوحِهِ، وبُلُوغُ آجالِ
لَرَأيتَ كيفَ يَحِيقُ بَغْيُهُمُ
ما بينَ تَقريعٍ وأغلالِ
واللهُ ربُّكَ ليسَ يُعجِزُهُ
شيءٌ، ولا مِن دُونِهِ والِ
هو يُرسِلُ الرَّحَماتِ يُتْبِعُها
أمثالَها تَجري بأمثالِ