التركيز هو أساس النجاح في الأعمال

الجانب الآخر
4 نوفمبر, 2024

التركيز هو أساس النجاح في الأعمال

عبد اللطيف (زاهدان)

لقد كثرت في عصرنا هذا أسباب الحياة ومشاغلها، وازدحمت الأذهان بالأخبار الكثيرة والآذان بسماع كل جد وهزل وصغيرة وكبيرة، واشتغلت العيون في كل لحظة برؤية أنواع التصاوير والأفلام والأمتعة الجديدة والحاجيات المتطورة، فلم يبق للإنسان خلوة وتركيز، وفاتته الدقة المرجوة والتفكر الصحيح إلا لقلة من أهل العزائم.

ولا شك أنه كلما أسرع سائق السيارة في سيره ازداد تركيزه، فإن السرعة الفائقة تحتاج إلى تركيز كبير، فالإنسان الذي لا يركز في أعماله فهو فاشل في إدارة وقته وإنجاز أعماله في الموعد المحدد، ولا يمكن له الإسراع المطلوب في الأمور، وقد يتعود علي التسويف، ومع مضي الأيام والليالي فهو لا ينجز شيئًا كثيرًا فهو يعتبر مشغولا عاطلا أو بتعبير أدق هو شبه مشغول، أثقلت كاهله هواجس الأعمال التي لم يعزم علي إنفاذها وإتمامها وتركها للأيام الآتية.

إن التركيز علي العمل أمر ثقيل علي النفس ومن أجل هذا الثقل تتحيل الفرار من التركيز، وتحب الاشتغال بكل ما هو يبعده عن العمل الأصلي مثل الاشتغال بالجوال والنظرات المتكررة إلى المجموعات المختلفة في مواقع التواصل الاجتماعي، أو بالكلام الفارغ الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.

إن الإنسان الذي يري التركيز حلا ناجعًا صحيحًا لأعماله ومسئولياته ومهامه، ويجهد نفسه علي الالتزام به، فسيجد لذة روحية وعقلية، ويتحمس في المواصلة لأنه يستطيع بالتركيز لمدة نصف ساعة أن يحقق من أعماله ما لا يمكن مثلها بلا تركيز في يوم كامل وأكثر، وإنجاز مهامه وتحقق أموره يعطيه قدرة ونشاطًا كبيرًا لمواصلة هذه العادة الحسنة، والابتعاد عن التركيز وعدم الاهتمام به بسبب الأعذار الواهية يسبب تدني حصيلته وعدم تحقق الأعمال التي يريد إنجازها.

فالتركيز هو سر النجاحات الباهرة والإنجازات الكبيرة، ومن لم يوفق فيه فهو لا يري في حياته إنجازات هامة، وتذهب أوقاته وأيامه سدي.

التركيز يؤثر تأثيرًا إيجابيًا في كل ناحية من الحياة، فمن يصلي فلابد له من التركيز كي يحصل له الخشوع، ومن ذكر الله تعالى، واشتغل بتلاوة القرآن، أو اشتغل بأي عمل فبالتركيز يحالفه التوفيق، ويكثر إنتاجه، ويري تقدُّمًا في أعماله، فالسعيد من حفظ الأيام واللحظات، وعرف معني الحياة الحقيقي.

×