الخلق الحسن وتأثيره
18 أغسطس, 2024تربية الأولاد
4 نوفمبر, 2024محنة الشعب الفلسطيني واغتيال إسماعيل هنية
محمد عفان
تمر الأمة الإسلامية –اليوم– بأصعب مراحل وأخطرها، وتواجه ما تواجه، وتعاني ما تعاني من محن وشدائد وابتلاءات مما أدى إلى تضعضع الكيان المجتمع الإسلامي، وانتشار الفساد في مختلف فئات المجتمع، وتشاهد هذه الأمة بخاصة الشعب الفلسطيني وظروفا مأساوية، والعدو اللدود يعيث في الأرض فسادًا.
والمسجد الأقصى المبارك وهو في براثن الاحتلال الصهيوني، ينادي أبناء الأمة الإسلامية لكي ينقذوه من هذه القبضة النجسة، وهو يستصرخ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ويتطلب منهم أن يحرروه من هذا العدو اللدود الذي يسعى لهدم المسجد المبارك وتحويله إلى أنقاض، ويبني في مكانه معبدا باسم الهيكل السليماني، ولا قدر الله لهذه الأمنية الخبيثة، “ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين” (آل عمران: 54).
والشعب الفلسطيني في خضم حرب ضروس يدافع فيها عن أرضه وهويته وقدسه ومقدساته، ولم يدخر في الماضي ولا يدخر اليوم وسعا في بذل ما بوسعه، فكم من نفوس استشهدت، وكم من أطفال ضاعت، وكم من حرمات انتهكت، وكم من مساجد هدمت، وكم من منازل خربت، وكم من مستشفيات دمرت، والشعب الفلسطيني يخاطب أبناء الأمة المحمدية ويناديهم: أين غيرتكم الإسلامية، وأين حماستكم الدينية، وأخوتكم الإيمانية، ويذكرهم ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
وأما الشهيد إسماعيل هنية رحمه الله فإنه كان رجلا مجاهدا، ورجلا سلما لرجل، ورجلا سلما للدفاع عن المسجد الأقصى، ورجلا سلما لحركة المقاومة الإسلامية، وكان خطيبا مصقعا أحدث ضجة في العالم بخطاباته ونشاطاته، وكان قائداً عاش للقضية الفلسطينية وعايشها.
كانت شخصيته شخصية دينية وسياسية واجتماعية، يعرفها الجميع، وشخصية ذات جوانب متعددة لها قيمة في نظر كل من له إلمام بقضية فلسطين.
فكان وجوده نسمة من نسمات الرجاء تهب على قلوب الشعب الفلسطيني، وعزمة من عزمات الإيمان تنبعث في أواسط المتخاذلين، وومضة من ومضات النور تضيء الطريق المظلم.
إن كانت القضية الفلسطينية تدور حول قدسية المسجد الأقصى المبارك في نظره، قال مرة بقوة وحماسة: إن أرواحنا ودمائنا واهلنا وأبنائنا وبيوتنا فداء للقدس والأقصى، وقال: نحن قوم نعشق الموت كما يعشق أعداؤنا الحياة، نعشق الشهادة على ما مات عليه القادة، وقال عند استشهاد أبنائه وأحفاده: مصالح شعبنا الفلسطيني مقدمة على أي شيء وأبناؤنا وأولادنا هم جزء من هذا الشعب. وقال الشاعر:
قال القائد إسماعيل؛ هذا النهج ولا تبديل |
لو خضعت كل الدنيا؛ لن نعترف باسرائيل |
وما زال مجاهدا ومدافعا عن القدس، وما زال أعداؤه به كيدا وتأمرًا حتى قتلوه في الظلام وحيداً، أعزل مجردًا من كل قوة وجاه وأنصار. (رحمه الله رحمة واسعة)