من وحي الإسراء والمعراج

الوظيفة الأصيلة للدين السماوي
16 سبتمبر, 2023
الإسلام يعلو ولا يعلى عليه
17 سبتمبر, 2023

من وحي الإسراء والمعراج

لقد كان الإسراء والمعراج عناية إلهية عظيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جاءت إليه هذه العناية في وقت كان مضى على صبره على استمرار وقائع الأذى والإهانة له من قومه، وعلى حرمانه من أسباب القوة الظاهرة التي تصد قومه من هذه المعاملة القاسية والموقف المعادي له الذي أصبحت وطأته أشد ما يمكن بعد وفاة عمه أبي طالب الذي كان ردءاً له إلى حد ما، ووفاة زوجته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها التي كانت تهدئ الألم الذي يطرأ على باله من جفاء الناس والعداء له، ولقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أهل الطائف اليأس فهيأ الله تعالى تنفيساً لكربته وإزالة لألم نفسه بهذه الوقعة العظيمة وقعة الإسراء والمعراج التي انفرد بها نبينا صلى الله عليه وسلم والتقى بها بالأنبياء السابقين فوصل إلى أقصى ما يمكن وصوله إليه، ورأى من آيات ربه الكبرى فكان ذلك بلسماً لجراحه، وسكينة لقلبه، وتشجيعاً لهمته وعـزيمته، وأملاً في منحه العز والكرامة والانتصار الذي كتبه الله تعالى له في المستقل في بناء أمة ونشر دين، كما حمّله مسئولية تبليغه إلى الناس ليكون دينهم الوحيد المستمر إلى يوم القيامة.

(رسالة المناسبات الإسلامية للشيخ محمد الرابع الحسني الندوي، ص: 15)

×