أ. د. وليد إبراهيم قصاب

ما كل من يأتي الحياة بقادر

أن يبتني في الدهر مجدًا أخضرا

ويكون فيها نجمة علوية

تجلو الظلام إذا جثا وتسوّرا

والرابع الندوي تشهدُ أمّة

قد كان فيها كالسحائب ممطرا

جلت أياديه وجل عطاؤها

قد كان في الدّرب القويم مُؤزّرا

حيث اتجهت حديقة من علمه

ما كان أعظم زرعها إذ أثمرا

من أسرة الأشراف ميمون الخطا

للهند أن تزهو به أن تفخرا

ملأ الحياة مآثِرًا خَطَتْ له

في دفتر الأمجاد ذكرا أنضرا

قد كان عن دين الإله منافِحًا

ويذود عنه مُرشدًا مُستبصرا

لم يدخر وسعا لنشر فضيلة

أو ذات يوم قد ولى أو قصرا

قد شاد للأدب الرفيع منارة

صانت صفاء الحرف أن يتكدّرا

فالحرفُ مغموسًا بمِحْبَرة الهدى

أو كان بالثوب العفيفِ مُدَثرًا

تلقاه ينجب كلّ حينٍ عِبرةً

ويظلُّ يُؤتي حكمةً وتدَبَّرَا

غفر الإله لرابع وجزاه عن

إحسانه عنا الجزاء الأوفرا

وحباه في الفردوس أعلى منزل

وسقاه في دار الخلودِ الكَوثَرَا