الأعمال والخصال المؤدية إلى الجنة
27 أكتوبر, 2022من يرد الله به خيرًا
26 ديسمبر, 2022الخصال المؤدية إلى الجنة
عبد الرشيد الندوي
«عن أبي هريرة، قال: جاء رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله، دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة، ولا تكثر علي، قال: “لا تغضب”، وأتاه رجل آخر، فقال: يا نبي الله، دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة، قال: “كن محسنا”، فقال: كيف أعلم أني محسن؟ قال: “سل جيرانك، فإن قالوا: إنك محسن، فإنك محسن، وإن قالوا: إنك مسيء، فإنك مسيء”.
تخريج الحديث: أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (10/ 521 ط الرشد) برقم: (7925) والأصبهاني قوام السنة في «الترغيب والترهيب» (1/ 483) برقم:(871) وقد بحث في إسناد هذا الحديث محقق «مسند أبي يعلى – ت السناري» سعيد بن محمد السناري (3/ 111): في تعليقه على هذا الحديث برقم:«1593»
«عن البراء بن عازب، قال: ” جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: علمني علما يدخلني الجنة، قال: “لئن كنت أقصرت الخطبة، لقد أعرضت المسألة: أطعم الجائع، واسق الظمآن، ومر بالمعروف وانه عن المنكر، فإن لم تطق، فكف لسانك إلا من خير”»
وفي لفظ آخر: «لَئِنْ أَقْصَرْتَ الْخُطْبَةَ لَقَدْ أَعْرَضْتَ الْمَسْأَلَةَ أَعْتِقِ النَّسَمَةَ وَفُكَّ الرَّقَبَةِ»، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَلَيْسَا وَاحِدًا؟، فَقَالَ: «لَا عِتْقُ النَّسَمَةِ أَنْ تَفَرَّدَ بِعِتْقِهَا، وَفَكُّ الرَّقَبَةِ أَنْ تُعِينَ فِي ثَمَنِهَا، وَالْمَنِحَةُ الْوَكُوفُ وَالْفَيْءُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الظَّالِمِ، فَإِنْ لَمْ تُطِقْ فَكُفَّ لِسَانَكَ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ»
تخريج الحديث: رواه باللفظ الأول ابن أبي الدنيا في «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» (ص84) برقم:«41» وفي «الصمت لابن أبي الدنيا» (ص72): برقم:«67» وقوام السنة في«الترغيب والترهيب لقوام السنة» (1/ 261) برقم:«401» ورواه باللفظ الثاني الدارقطني في«سننه» (3/ 54) برقم: (2055). والاختلاف على عِيسَى بن عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ فرواه عنه عبد الله بن المبارك كما عند ابن أبي الدنيا وتابعه الفضل بن دكين كما عند قوام السنة ورواه عنه أبو أحمد الزبيري كما عند الدراقطني وتابعه يحيى بن آدم عند أحمد في «مسند أحمد» برقم: «18647» وفي «البر والصلة للحسين بن حرب» (ص141)«276» عن ابن المبارك بلفظ جامع لكلا اللفظين.
عن أبي الدرداء قال: قلت: يا رسول الله، دلني على عمل يدخلني الجنة قال: «لا تغضب ولك الجنة»
تخريج الحديث: أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط » (3/ 25) برقم:«2353» قال الهيثمي في «مجمع الزوائد » (8/ 70):«رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وأحد إسنادي الكبير رجاله ثقات»
«عن أبي أمامة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: مرني بعمل يدخلني الجنة. قال: ” عليك بالصوم؛ فإنه لا عدل له “. ثم أتيته الثانية فقال لي: “عليك بالصيام”»
تخريج الحديث: أخرجه أحمد برقم: 22149 وابن خزيمة (1893)، وابن حبان (3426)، والحاكم 1/421، وأبو نعيم في “الحلية” 5/175 و7/165، والبيهقي في “الشعب” (3587)
وعن أبي برزة قال قلت: يا رسول الله، علمني شيئا أنتفع به قال: “اعزل الأذى عن طريق المسلمين”
تخريج الحديث: أخرجه مسلم برقم: 2618 ووابن ماجه (3681)، وأبو يعلى (7427)، وابن حبان (541)
وعن جابر، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله ما الموجبتان؟ قال: من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله دخل النار.
تخريج الحديث: أخرجه مسلم (93) (151) وأحمد برقم: 15200وابن خزيمة في “التوحيد” 2/851 و855
شرح الحديث: لا شك أن طريق الجنة محفوف بالمكاره، ولكنه سهل يسير على من يسر الله عليه، وذلك بفضل الإخلاص والتوحيد، ونبذ الشرك، وترك الشهوات، والصوم أحسن وسيلة له، والتمسك بعبادة الله عزوجل، والإحسان إلى خلقه وأداء حقوق عباده، ومما يجدر بالتنبيه أن الغضب ربما يبعد بالمرأ من الجنة، ولذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بترك الغضب، ثم قد يرضى الله عزوجل عن العبد المؤمن المخلص بالأعمال اليسيرة مثل إماطة الأذى عن الطريق، وإطعام الجائع، وإرواء الظمآن، وإغاثة اللهفان، وهلم جرا، فيدخله الجنة بفضله ورحمته.
اللهم إنا نسألك رضاك ودار السلام والرضوان برحمتك، ونعوذ بك من النار. والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبيه وخليله وآله وصحبه.