المدنيّة المعاصرة

المنهج القرآني للدعوة ومعرفة أحوال من تدعوهم
11 نوفمبر, 2021
من كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة
11 نوفمبر, 2021

المدنيّة المعاصرة

د/ محمد وسيم الصديقي الندوي

إن الإسلام جعل النكاح سهلاً ميسوراً ولم يكلّف الإنسان ما لا يستطيع حَملَه لكن المجتمع البشري جعل النكاح صعباً عسيراً زاده رزءاً في الأخلاق، وانحطاطاً في القيم الإنسانية وقد أتى بنتائج وخيمة وسيئة وسبّبت كثيراً من المشاكل والصعوبات، خاصة إذا ألقينا النظر على المجتمع الغربي الأوربي نر أضرار الحضارة المعاصرة وآثارها المدمّرة للأسرة والبيت.

المسلمون يقومون بالإسراف والتبذير في الزواج والنكاح وحفلات الولائم وينفقون فيها أموالاً طائلة ويتسابقون فيها بل كل منهم يريد أن يكون اسمه في مستهل قائمة الأغنياء المترفين ويرتكبون أعمالاً مخالفة للشريعة الإسلامية ويطربون ويمرحون وينفقون الملايين في الرقص والموسيقي والألعاب النارية مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة، لكن المسلمين يخالفون قول النبي صلى الله عليه وسلم، فلا ينفقون أموالهم في مساعدة الفقراء واليتامى، في الصدقات ومصارف الخير لكن حينما يجيء وقت الزواج يبذرونها تبذيراً يريدون بذلك سمعة بين الناس لكي يكونوا في عداد الأغنياء والأثرياء.

أما المجتمع المادي المعاصر فقد جعل الفاحشة سهلاً باسم الصديقات والأصدقاء فلكلّ فتاة صديق ولكل شابّ صديقة، كل منهم يعيش ويقضي أوقاته مثل الزوج والزوجة بدون عقد نكاح والقرآن الكريم حذّر من هذه الأمور قبل أربعة عشر قرناً فقال تعالى في سورة المائدة: “الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ” [الآية:5]، وقال تعالى في سورة النساء: “وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ” [الآية:25].

أورد لكم تقريرًا صدر في الصحف اليومية هو يكشف عن الواقع المؤلم في الغرب من الدعارة والانحلال الخلقي.

صدر في إحدى الصحف اليومية الصادرة من لكناؤ “أخبار مشرق” في تاريخ 28 يونيو 2021م، إن عدد أولاد الزنا والدعارة يزداد كل يوم في بريطانيا فقال الدكتور مارتن لارموسيو من سُكان بلجيم متخصص في أمور القوة البشرية: إن في كل بيت بريطاني واحداً من أولاد الحرام (الزنا) والصحيفة الشهيرة البريطانية “تيلي غراف” أصدر هذا التقرير بأن أولاد الحرام يوجدون في بريطانيا أكثر من سبع وأربعين في المائة (47%) وإنهم لا يكتبون في مادة أب في قائمة الاستمارات إلا الأم الوحيدة وكثير منهم يُخفون اسم الأب ويكذبون في أبويهم.

والصحيفة صرحت بأن ظاهرة الفاحشة مستمرة في البلدان الأوربية ويبلغ هذا العدد إلى خمس وسبعين في المائة (75%) في الأعوام المستقبلة.

إن المجتمع الغربي الأوربي قد بلغ إلى هذه الدرجة من الدعارة وقلة الحياء والانحلال والفوضى في الأخلاق، فلابد لأهل الغرب أن يهتموا بالآداب الإنسانية وآداب المجتمع والأخلاق الفاضلة ويحترموا القوانين والأصول والمبادئ التي تتعلق بالمجتمع المثالي ويصونوا المجتمع الإنساني من التدهور والانحراف عن الفطرة.

×