ورحل عالم لغوي كبير د. ف. عبد الرحيم (1933–19/ أكتوبر 2023م) (2/الأخيرة)
17 يناير, 2024العلامة حبيب الرحمن خان الشرواني: حياته ومآثره (1867–1950م)
3 فبراير, 2024الشيخ إكرام الله خان الندوي
مبين أحمد الأعظمي الندوي
الشيخ إكرام الله خان الندوي بن مطيع الله خان: رجل فاضل، وكاتب أردي بارع. وهو من خريجي ندوة العلماء الأوائل، والمدير الأسبق للمجلة الأردية “الندوة” التي كانت تصدر عن ندوة العلماء كلسان حالها، وأدى وظيفة مدير دار العلوم لندوة العلماء أيضاً لمدة قصيرة.
كان وقوراً سَكِتاً، زاهداً متعففاً، عالماً بآداب المجالس، قليل الاختلاط بالناس، وبعيداً عن طلب السمعة والجاه، ومنشغلاً بأداء واجباته.
مولده:
وهو من مواليد شاهجان فور بولاية أترابراديش الهند. لم أطلع على تاريخ ولادته بالتحديد إلا أنه –كما جاء في مجلة “معارف”– كان زهاء الرابعة أو الخامسة والستين من عمره حين وفاته، وبحسب ذلك، يبدو أنه ولد حوالي سنة 1887 أو 1888م.
في معترك الحياة:
تخرج في دار العلوم لندوة العلماء في 1331ه/ 1913م، وأصبح مؤظفاً فيها إثر تخرجه، فتولى إدارة المجلة الأردية “الندوة” التي كانت تصدر عن ندوة العلماء في يوليو سنة 1914م، وبقي على تلك الوظيفة حتى ديسمبر 1916م.
وكما كتب السيد أبو الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله في “حياة عبد الحي”: “انتخب عضواً للهيئة الإدارية لندوة العلماء سنة 1333ه/1915م من طرف الخريجين القدامى لندوة العلماء، وبدءاً من 1367ه/ 1948م حتى وفاته لم يزل يتم انتخابُه عضواً للهيئة الإدارية لندوة العلماء بشكل مباشر.”
في سنة 1920م، استدعاه الأمير السري الشيخ حبيب الرحمن خان الشرواني رحمه الله إلى علي جراه ليشغل منصب السكرتير المعاون للمؤتمر التعليمي للمسلمين لعموم الهند، فتولى ذلك المنصب وبقى عليه إلى آخر أيام حياته. وبما أن الشيخ الشرواني رحمه الله كان طلبه الأمير مير عثمان علي خان (آصف جاه السابع) صاحبُ الدولة الآصفية إلى حيدر آباد (الدكن) في 1336ه/1918م وقلَّده رئاسة الشؤون الدينية للدولة، فكان الشيخ إكرام الله خان الندوي يؤدي جميع مهام المؤتمر التعليمي للمسلمين لعموم الهند، وهو الذي كان يكتب مقترحات المؤتمر المذكور وتقاريره السنوية، وبالإضافة إلى ذلك، كان مديراً للسان حال المؤتمر “کانفرنس گزٹ” أي جريدة المؤتمر.
مؤلفاته:
كتب مقالات عديدة في المجلة ” الندوة ” و”کانفرنس گزٹ” في شتى الموضوعات العلمية والتربوية، ومن أشهر ما ألفه “وقارِ حيات”، وهو مؤلَّف ضخم في حياة الأمير وقار المُلك المولوي الحاج مشتاق حسين خان بهادُر، يشتمل على نحو تسعمأة صفحة في قطع متوسط. وكفى بهذا الكتاب تعريفاً بطول باعه في فن الكتابة.
وفاته:
توفي في 18/ من ربيع الثاني 1371هج المصادف 16/ من يناير 1952م في علي جراه، واعتبرت وفاته خسارة كبيرة في أوساط العلم والأدب. رحمه الله وأسكنه دار النعيم.