لقاءات ومشاهدات في رحلة علمية للدول العربية (1)

مع الأخ الكبير الأستاذ السيد واضح رشيد الندوي رحمه الله في رحلة علمية للدول العربية
2 أبريل, 2019
لقاءات ومشاهدات في رحلة علمية للدول العربية (2)
8 مايو, 2019

لقاءات ومشاهدات في رحلة علمية للدول العربية (1)

في أواسط شهر نيسان (أبريل) لعام 1978م المصادف نهاية الأسبوع الأول لشهر جمادى الأولى عام 1398هـ خرجت أنا وأخي الكريم الأستاذ محمد واضح رشيد الحسني الندوي (أستاذ الأدب العربي بدار العلوم لندوة العلماء ورئيس تحرير جريدة “الرائد”) كزميلي سفر قاصدين زيارة بعض الدول العربية الإسلامية للإستفادة من أجوائها العلمية والأدبية، ومشاهدة نشاطاتها التعليمية، وللاطلاع على مناهجها الدراسية في مراكزها الثقافية وجامعاتها الإسلامية التي تتولى نشر العلوم الدينية وتعليم الثقافات العصرية، مع ما يتيسر لنا من اللقاءات الشخصية مع رجالات العلم والدين وزعماء الأدب والكتابة ممن لهم دور في بناء مستقبل أجيالهم وتكوين مجتمع ثقافي في بلادهم.

كان حظنا الأول في هذه الرحلة العلمية مدينة “الرياض” بالمملكة العربية السعودية حيث قضينا نحو أسبوعين بين إخوتنا الندويين المبعوثين من ندوة العلماء إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للدراسات العليا، وبين إخواننا في الدين الذين تربطنا بهم روابط دعوية من قبل، وعرفناهم على أساس الأخوة الإسلامية فتوطدت بيننا وبينهم علاقات ودية مخلصة، وهم من خيرة أبناء المجتمع الإسلامي البارزين هناك حماساً دينياً ونشاطاً دعوياً، وإن أنس فلا أنسى فضيلة الشيخ عبد الرحمن محمد الدوسري، وسعادة الشيخ عبد العزيز عبد الرحمن المسند، وفضيلة الأخ الكبير الشيخ عبد الله عبد العزيز الحبيشي، وفضيلة الأخ الكريم الشيخ حمود بن صالح العقيل، والأخ العزيز الشيخ عبد الله القصير، والأخ الكريم السيد حسن عسكري، فقد كان لهؤلاء المحبين الكرام اهتمام كبير بندوة العلماء ومهمتها التي تقوم بها في مجالات التعليم والتربية والدعوة الإسلامية، وهم معجبون برسالتها ودعوتها إلى الجمع بين القديم الصالح والجديد النافع ويرونها حاجة أكيدة للعالم الإسلامي كله، ويرجون أن تتولى ندوة العلماء بقيادة رجلها الكبير سماحة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي إحداث ثورة في المناهج التعليمية السائدة في مراكز الثقافة والتعليم الكبرى في العالم الإسلامي اليوم، وتغيير وجهات الأنظار نحو التعليم والتربية التي هي في الحقيقة نتاج العقل الغربي وثمرة جهود الإفساد والتضليل التي بذلت في العالم الإسلامي باسم الإصلاح والتطوير خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.

وقد كان التعرُّف إلى هؤلاء الإخوة الكرام واللقاء معهم قد تمَّ في زيارتنا الأولى للرياض في عام 1976م حينما كان زميلي في الرحلة الأستاذ محمد إسحاق خان رئيس تحرير جريدة “تعمير حيات” الصادرة من دار العلوم لندوة العلماء.

تزخر مدينة “الرياض” بنشاط تعليمي كبير، وقد تحولت منذ وقت قريب إلى مركز ثقافي بوجود جامعتين كبيرتين فيها، ومركز كبير لدار الافتاء والبحوث والدعوة والإرشاد ومقر ندوة الشباب العالمية، ومكتبات عامة ووجود صحافة إسلامية هادفة واتجاه ديني ملموس في الشعب المسلم هناك، سعدنا بزيارة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وكلياتها ومعاهدها، وحظينا بلقاء مديرها العام معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي والجلوس معه في جو علمي خالص، وسعادة الشيخ محمد العجلان مدير إدارة الجامعة، وسعادة الشيخ عبد الكريم اللاحم عميد كلية أصول الدين. وسعادة الشيخ عبد العزيز الفالح عميد كلية اللغة العربية، وسعادة الشيخ عبدا لعزيز الرومي عميد كلية الشريعة، وسعادة الشيخ عبد الله الزايد مدير المعهد العالي للدعوة الإسلامية، ومررنا ببعض كليات جامعة الرياض، ولقينا بعض أساتذة الجامعة ومدرسيها، وما ساعدنا الحظ في لقاء مديرها العام معالي الدكتور عبد العزيز الفدا الذي شرفنا بزيارة ندوة العلماء بمناسبة المهرجان التعليمي في عام 1975م.

وكان بودِّنا أن نحظى بلقاء فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غده فتحققت الأمنية وزرناه في منزله، وكان لقاءاً علمياً وأخوياً تمتعنا فيه بدماثة أخلاقه، وظرافته العلمية ودراساته العميقة، وقد أكرمنا بإهداء بعض مؤلفاته القيمة لنا ولسماحة أستاذنا الكبير الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي، كما حظينا بلقاء الكاتب الإسلامي الشهير الدكتور عبد الرحمن رافت باشا وهو أستاذ في جامعة الإمام وقد أهدى إلينا مجموعة من كتبه التي تحدث فيها عن حياة الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.

وزرنا مقر عمادة شؤون الطلاب ظهر يوم، وهو في أحد أجنحة وحدات الطلاب السكنية، لقينا هناك سعادة الشيخ صالح بن سعود العلي عميد شؤون الطلاب وفضيلة الشيخ خالد العجيمي نائب عميد شؤون الطلاب، وقد تحدثنا معهما في شؤون الطلاب ولائحة الالتحاق بالجامعة والشروط التي لابد من توافرها في الطالب الذي يريد أن يلتحق إلى إحدى كليات الجامعة أو الدراسات العليا، ومن الجدير بالذكر أن الجامعة فتحت قسم الدكتوراه أيضاً، وبدأت تستقبل طلبات الراغبين في تسجيل أسمائهم في هذا القسم، إذا توفرت فيهم الشروط.(للحديث بقية)

(سعيد الأعظمي الندوي)

×