وزير الداخلية الهندي: حجز المسلمين في دوائر الحكومة في الولاية غير دستوري
15 مايو, 2023تعليم العداء في مدارس الأطفال
19 سبتمبر, 2023ندوة استشارية ليومين في رحاب الدار
إعداد: سعد مبين الحق
“إن المدارس الإسلامية لها أهمية قصوى في المجتمع البشري، وهي مصنع الرجال، ومن أهم مقاصدها وأبرزها:التفقُّه في الدين، والإنذار، وهذا ما تدل عليه هذه الآية الكريمة “فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ” [التوبة:122].
صرَّح بذلك الرئيس العام لندوة العلماء فضيلة الشيخ بلال عبد الحي الحسني الندوي في كلمته الرئاسية في ندوة استشارية عقدها قسم المدارس الملحقة بندوة العلماء في قاعة المحدث الشيخ حيدر حسن خان التونكي بدار العلوم، وذلك يومي الأربعاء والخميس 28-29 من محرم 1445هـ المصادف 16-17 من أغسطس 2023م، وقد جرت هذه الندوة يومين تخللتهما جلسات متعددة بحثت فيها موضوعات مختلفة وقضايا متعددة متعلقة بالتعليم والتربية والدعوة، وشارك فيها عدد وجيه من مسئولي المدارس الملحقة بندوة العلماء، المنتشرة في مختلف أنحاء البلد، ويبلغ عددهم أكثر من مائتي مندوب.
واستطرد فضيلته قائلاً وهو يرأس الجلسة الافتتاحية: “نظرًا إلى متطلبات العصر الراهن تتضاعف مسئولية المدارس الإسلامية، وخاصة ندوة العلماء لقيامها بدور قيادي عبر التاريخ، فمن واجباتنا في هذا العصر أن نقوم بعمل الدعوة والتوجيه والإرشاد، ونؤدي واجباتنا أحسن الأداء، وأن نقف أمام التيارات اللادينية والأفكار الإلحادية كالجبال الراسيات وإلا سوف نُحَاسَب عند الله يوم القيامة”.
بدأت الجلسة الافتتاحية بتلاوة آي من الذكر الحكيم تلاها الأخ يسع منهاج، ثم أنشد نشيد دار العلوم لندوة العلماء، وأدارها الأستاذ كمال أختر الندوي الذي سلط الضوء على أهمية الندوات كهذه وعالج أهداف ندوة العلماء ومنهجها.
ثم انعقدت الجلسة الأولى برئاسة الأمين العام لندوة العلماء الأستاذ جعفر مسعود الحسني الندوي حول موضوع “التعليم ونظام التعليم والمقررات الدراسية” وأدارها الأستاذ سلمان نسيم الندوي،وجرى النقاش المستفيض بين المشاريكن، فقدموا آراءهم وأفكارهم حول الموضوع في ضوء تجاربهم، وأكدوا “أن الطلاب يحتاجون إلى العلوم العصرية اللازمة بجنب العلوم الشرعية”.
وفي ختام هذه الجلسة تحدث فضيلة الأستاذ جعفر مسعود الحسني الندوي فقال في خطبته الحافلة: “إن هدف التعليم والتربية سام جدًا، ولكل جامعة هدفها كما أن لندوة العلماء أهدافًا معينة خاصة، فلابد من تبيينها أمام الطلاب لتحقيق غايتها المنشودة في مجال التعليم والتربية”.
وأضاف قائلاً: إن الانسجام والتوافق والثقة المتبادلة بين الإدارة والأساتذة والطلاب لمَِن أقوى الوسائل وأهم العناصر لنجاح أي نظام، وما أصدق من قال أن المدارس معقل الدين، ولاشك أنها تصون شريعتنا، وتحافظ على الشخصية الإسلامية والهوية الدينية، وتضمن مستقبل الشباب، مثلها كمثل مصباح يحترق ويذوب كي يستنير بضيائه الآخرون، فلابد لنا أن نتصف بهذه الصفات النبيلة من الحرقة والتضحية والإيثار”.
وأضاف قائلاً: “المدارس اليوم في حاجة مُلِحَّة إلى استعراض المقررات الدراسية وإصلاح النظام التربوي، وتنشيط العمل الدعوي بحكمة وموعظة حسنة، وقد عقدت هذه الندوة الاستشارية لدراسة التحديات والمستجدات والتفكير الجدي فيها، ووضع خطة عمل مؤثرة لمقاومتها، ومفيدة في مجال التعليم والتربية”.
وفي اليوم التالي انعقدت جلستان قبل الجلسة النهائية، الأولى حول “التربية الإسلامية” تحت رئاسة فضيلة الشيخ محمد زكريا السنبهلي الندوي عميد كلية الشريعة وأصول الدين لدار العلوم، فبعد نقاش مفصل بين المندوبين حول الموضوع تحدث رئيس الجلسة ملقيًا الضوء على أهمية التربية الدينية ومنهجها، فقال:
“على الأساتذة والمربّين أن يكونوا صورة صادقة لمكارم الأخلاق والصفات الحميدة، ويصبحوا أسوة يقتدى بها، ويعاملوا الطلاب معاملة حسنة عطوفة كي ينتهي التنافر وتنشأ المحبة والألفة للاستفادة التامة، ويعوّدوهم على مطالعة الكتب والاستزادة في العلم الصحيح”.
ثم انعقدت الجلسة الثانية برئاسة الأستاذ محمد علاء الدين الندوي عميد كلية اللغة العربية وآدابها بعنوان “الدعوة إلى الدين”، بدأت الجلسة بتلاوة الأخ مستقيم معين الدين، ثم جرت محادثة مسهبة بين المشاركين حول الموضوع، وقدموا تحاربهم وآراءهم المفيدة بهذا الشأن، ثم تحدث فضيلة الأستاذ علاء الدين الندوي وقال: ” أنتم في الحقيقة دعاة، وتصدق عليكم الفضائل، لكن من متطلبات الأوضاع الراهنة والتحديات الجديدة أن نغيّر أسلوب دعوتنا ومنهج تفكيرنا، ونختار طريقة مؤثرة للدعوة والإرشاد مراعين نفسية المخاطبين”.
وفي الجلسة الختامية تحدث الرئيس العام لندوة العلماء فضيلة الشيخ بلال عبد الحي الحسني الندوي فقال: “الموضوعات التي انتخبت لهذه الندوة الاستشارية وجرت حولها مناقشات مفصلة، وبحث مستفيض خلال يومين، تحمل أهمية كبيرة، يتعلق بعضها بالأمور الداخلية، وهي التعليم والتربية، وبعضها يتعلق بالخارج وهي الدعوة والإرشاد”،فعندما يستحكم النظام الداخلي وتقوى أواصره ويتحسن المنهج التعليمي والتربوي، يتحقق تنمية صلاحية الطلاب، وصقل قدراتهم ومواهبهم الدعوية والثقافية والتربوية، فيؤدون واجباتهم في المجتمع أحسن الأداء”.
ثم هنّأ فضيلته جميع المندوبين على قدومهم ومشاركتهم في هذه الندوة، وأبدى سروره وقال: مشاركتكم مباركة لكن ليس ذلك بكاف، بل عليكم أن تعاهدوا بالعمل بالتوصيات المقدمة في الجلسات المختلفة”.
وقد رأس الجلسة الختامية مدير دار العلوم لندوة العلماء فضيلة الدكتور الشيخ سعيد الرحمن الأعظمي الندوي، وأكد في خطبته الرئاسية وجيزة المباني كثيرة المعاني، على الإخلاص والتفاني في سبيل تحقيق الهدف المنشود، مسلطًا الضوء على مسؤوليات العلماء، وقال: ” لابد للعلماء أن يعملوا حسب قدراتهم لمواجهة القضايا المعاصرة، ويكثفوا جهودهم لمعالجتها”، و انتهت الجلسة بدعاء فضيلة الرئيس حفظه الله ورعاه.