(صحيفة انقلاب) تعريب: إبراهيم عمر الندوي

كتبت صحيفة “انقلاب” اليومية في افتتاحيتها: “هناك توجد في الهند طبقة من طبقات الأغنياء تسمى بالأفراد ذي الثروات العالية (High networth individuals) يدخل رجل فيها إذا يكون مبلغ ماله أكثر من خمسة وثمانين مليونًا، هذه هي الطبقه التي لا يرضى أفرادها بالعيش في الهند بل هم يؤثرون عليها البلدان الأخرى مثل الولايات المتحدة وكندا، والإمارات العربية المتحدة وغيرها، ويقيمون فيها إقامة دائمة، حتى قد بلغ عددهم إلى 10,000 في السنتين الماضيتين”.

ثم تساءلت الصحيفة فتقول: “هل تعلم الأسباب الحقيقية لهذا الإنتقال؟ هل هي خيانة؟ أم شراهة؟ أم أمر آخر؟، بعد الوقوف على أسبابه تنحل المشكلة ويتضح الأمر.

لهذا الإنتقال أسباب عديدة، منها:

الأول: هؤلاء الأثرياء يدفعون إلى الحكومة ضرائب خطيرة ولا يجدون أي يسر أو تخفيض كما يجده البليونيرات في الضرائب على الشركات.

الثاني: رغم دفع هذه الضرائب الخطيرة لا تتوفر لهم من التسهيلات والميسورات ما هم يستحقونها، مثلا لا يمكن لهم أن يتمتعوا بفرص التجارة في بيئة مفتوحة بسبب تلك الحدود التي وضعها التجار الكبار بأيديهم.

الثالث: لأجل انحطاط المستوى التعليمي في مدارس الحكومة وكلياتها يتوجهون إلى المدارس الخاصة وينفقون في تعليم أولادهم أموالا طائلة، لكن رغم هذا الإنفاق الخطير لا يجدون لهم الوظائف اللائقة بهم إلا قليلا.

الرابع: إنهم لا يجدون في الهند ذلك المستوى الرفيع للحياة الذي يُقنعهم للعيش فيها، فيشكون بأن مواجهة التلوث الفضائي والمائي، وقلة الغذاء الخالص والماء الصافي، وانحطاط مستوى التعليم في مدارس الحكومة وعدم وجود التسهيلات الصحية في مستشفيات الحكومة، والسعر الباهظ للعلاج في المستشفيات الخاصة، والحالة السيئة للطرق ونظام حركة المرور، وزيادة أسعار البنزين والديزل وغاز السيارات(CNG) وغيرها من لوازم الحياة اليومية، هذه الأمور وأمثالها من المشاكل تؤدي إلى التفكير في أمر الإنتقال.

بالجملة إذا يرى الرجل ذو الدخل العالي أنه يدفع إلى الحكومة كثيرا من ماله لكن لا يجد له بديلا، فانه لا محالة يتفكر في الإنتقال إلى بلد آخر يدفع فيه ضرائب أقل ولكن يتمتع بمستوى الحياة الرفيع، فيجب على الحكومة الهندية أن تدرك بأن هؤلاء الأفراد من ذوي الثروات العالية ليسوا بخائنين، بل هم الذين يتعرضون للخيانة.

(ترجمة ملخصة من افتتاحية صحيفة انقلاب اليومية)