دولة لا تزال تخدع
7 سبتمبر, 2019صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم هم النموذج الأفضل للحياة الإيمانية
29 سبتمبر, 2019أسخف خرافة ردَّدها الناس في التاريخ
سمعت كلمة لأحد من الذين تحولوا من المسيحية إلى الإسلام، ودرس اللغة العربية وأتقنها،وقرأ القرآن الكريم وعرف ما جاء فيه من الأحكام، وما ورد فيه من القصص، وما يحويه من العظات والعبر، وكان شماخاً في إحدى الكنائس، وقد بلغ به شغفه بالكتاب المقدس أنه لا يزال يحمله بيده، يقرأه ويشرحه ويدعو الناس إليه، يقول في حوار أجرى معه بعدما اعتنق الإسلام، فقال:
“كنا نحن المسيحين نتهم الإسلام بأنه انتشر بالسيف، وأن الإسلام دين حرب وتدمير، دين عنف وإرهاب، لكنني دهشت حينما قرأت القرآن الكريم، دهشت لأنني لم أجد فيه آية واحدة جاء فيها كلمة السيف، وازدادت دهشتي حين وجدت فيه على العكس من ذلك مائة وعشرين آية تدعو إلى التسامح والعفو والصفح، وتبيَّن لي خلال دراستي لهذا الكتاب المبين أنه لم ينزل لإراقة الدماء وقتل الأعداء،وهدم الكنائس والأديرة، وتحويل المسيحيين إلى الإسلام، وإنما نزل لنشر الخير والعدالة والإنسانية والحب والحق وتهذيب النفوس ليعيش الناس مع بعض بمحبة وأخوة وإنسانية وهذا هو جوهر الإسلام”.
وأضاف قائلاً: “إن المسيحية التي نراها دين أمن وسلام، ودين عفو وصفح، دين تسامح ومؤاساة، هي في الحقيقة دين ظلم واضطهاد، ومن الخطأ ما يقال إن المسيحية تدعو أتباعها لتقديم الخد الأيسر لمن صفع الخد الأيمن، واكتشفت خلال هذا الجوار أن الكتاب المقدس الذي نعتبره كتاب أمن وسلام قد وردت فيه كلمة السيف مأتي مرة، وإن كثيراً من الدول الأوربية قد دخلت في المسيحية بحد السيف لا بتعاليم المسيح”.
ومما يدل على صدق ما قاله هذا الرجل حديث العهد بالإسلام، ما جاء في كتاب لراهب ثائر على المسيحية ونشر بعنوان “المسيحية والسيف، وثألق إبادة هنود القارة الأمريكية على أيدي الغزاة المسيحيين” ووصف فيه الكاتب الملوك المسيحيين بالدمويين الذين ارتكبوا مجازر تقشعر منها الجلود وترتعد لها الفرائص في الأراضي التي دخلوها واحتلوها وأدخلوا شعوبها في المسيحية بأدوات الحرب لا بتوجيهات المسيح.
إن الملك شارلمان(Charlemagne) ملك فرنسا أخضع القبائل السكسونية في جنوب انكلترا بحد السيف، وإن النرويج(Norway) والدنمارك(Denmark) كلاهما، دخلتا في المسيحية بحد السيف، وليتوانيا(Lithuania) أكبر الولايات في الاتحاد السوفيتي المجاورة لروسيا وكان أهلها وثنيين، قد دخلت في المسيحية بحد السيف لا بقراءة الإنجيل، وكان قد أعلن بابا الفاتيكان سنة ألف وثلاثمائة وتسع أنه يجب القيام بحملتين عسكريتين على الأقل كل عام على ليتوانيا.
أما الإسلام الذي يعدُّ من أسرع الأديان انتشاراً في العالم وشهد به مجمع الكنائس الأمريكية رغم عدائها للإسلام وحقدها له، فقد انتشر بتعاليمه وخلق أتباعه وتسامح المنتسبين إليه، وأكبر دليل على انتشار الإسلام بتعاليمه هو دخول التتار والمغول في الإسلام، لأن التتار والمغول كانوا غزاة فاتحين محتلين، فمن الذي أكرههم على الدخول في الإسلام؟ كانت السيوف بأيديهم، وأدوات الحرب في صفوفهم، وكان المسلمون يعانون من هزيمة وضعف واستكانة.
وأكبر دولة إسلامية في العالم هما إندونيسيا وماليزيا، ولا يعرف التاريخ ذهاب جندي مسلم واحد إلى هاتين الدولتين، فمن المؤكد أن التجار المسلمين العرب هم الذين سببوا لدخول هاتين الدولتين في الإسلام.
يقول الكاتب الأمريكي أليكس هيلي (Alex Haley) وكان قد درس السيرة النبوية وكان من المنصفين من غير المسلمين، في كتابه:”الإسلام في مفترق الطرق”: إن اتهام الجيوش المسلمة بأنها خرجت تخضع الشعوب كلها بالقهر وحدّ السيف للإسلام هو أسخف خرافة رددها الناس في التاريخ”.
يٍقول الدكتور محمد عمارة: لما فتح عمرو بن العاص رضي الله عنه مصر وحرر الكنائس والأديرة للأقباط،لم يتخذها مساجد، وإنما ردَّها إلى أصحابها، يقول: احترمت الجيوش المسلمة المواريث الحضارية، حررت العقول والقلوب والضمائر، وتركت الناس وما يدينون، لأنه لا إكراه في الدين. احترمت حتى الأصنام حتى التماثيل تماثيل بوذا، إن أفغانستان فتحت في عهد الصحابة رضوان الله عليهم وظلت تماثيل بوذا أربعة عشرة قرناً، وعاش طالبان مع تماثيل بوذا خمسة أعوام، ولما جاءت الأقلية الشيعية وحاولوا الاتفاق مع البوذيين واليابان لإسقاط نظام طالبان فهدموها، فالعامل السياسي دفع الطالبان إلى هدمها.
جعفر مسعود الحسني الندوي