العلم حاجة إنسانية لا مناص منها
11 سبتمبر, 2018ليتنا كنا خير أمة أخرجت للناس
17 أكتوبر, 2018يوم عاشوراء وفضله
لقد كان يوم عاشوراء معظّماً مكرّماً لدى اليهود والنصارى في الجاهلية، فلما جاء الإسلام صامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: أفضل الصيام بعد شهر رمضان صوم شهر الله المحرم، واليوم العاشر من هذا الشهر يسمى يوم عاشوراء، وهو يوم كانت تعظمه اليهود والنصارى، وإبداءً لهذا التعظيم كان رجال هاتين الديانتين يصومونه، ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة رأى اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسأل الناس ما هذا الصوم ؟ فقالوا: إنه يوم نجّى فيه الله تعالى بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى عليه السلام، فقال صلى الله عليه وسلم: نحن أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه، فلما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ! إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فإذا كان العام المقبل إن شاء الله تعالى صمنا اليوم التاسع، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبى نداء ربه قبل أن يأتي العام المقبل. (صحيح مسلم)
قال الإمام النووي رحمه الله: والحاصل من مجموع الأحاديث أن يوم عاشوراء كانت الجاهلية من كفار قريش وغيرهم واليهود يصومونه، وجاء الإسلام بصيامه متأكداً.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بصيام يوم عاشوراء، كما رواه الإمام مسلم في صحيحه، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله ! إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا كان العام المقبل إن شاء الله تعالى: صمنا اليوم التاسع، فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتأكد صيام يوم عاشوراء، وعن ابن عباس رضي الله عنهما: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر، يعني شهر رمضان.
وبيّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم ما في صيام هذا اليوم من الفضل العظيم والثواب الجزيل، وذلك لما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله)، وبيّن أن صيامه سنة وليس واجباً كما في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن عاشوراء يوم من أيام الله، فمن شاء صامه ومن شاء تركه)، وأخرج البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان عاشوراء يوماً تصومه قريش في الجاهلية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما نزل رمضان كان من شاء صامه، ومن شاء لا يصومه).
فينبغي لنا جميعاً أن نحرص على اغتنام هذا اليوم بالأعمال الصالحة من الصيام والمحافظة على الصلاة وقراءة القرآن وذكر الله عز وجل وسائر أعمال الخير والبر، وعلى الإنسان المسلم أن يحذر من الاغترار بعمله، وألا يتكل على صيام هذا اليوم مع ارتكاب الكبائر إذ الواجب التوبة من جميع الذنوب.
(سعيد الأعظمي الندوي)