الأستاذ الدكتور نذير أحمد الندوي رحمه الله
22 نوفمبر, 2025عاتب نفسك بنفسك
22 نوفمبر, 2025حفلة التعزية على وفاة الأستاذ نذير أحمد الندوي
إعداد: الأخ عبد الله المجاهد أرمار
نظمت حفلة عزاء وتأبين للأستاذ الدكتور نذير أحمد الندوي– رحمه الله– في جامع ندوة العلماء يوم الأربعاء 15/ ربيع الآخر 1446هـ الموافق 8/ أكتوبر 2025م، وتحدث فيها رئيس ندوة العلماء العام فضيلة الشيخ السيد بلال عبد الحي الحسني الندوي فقال: “لقد فجعنا خبر وفاة الأستاذ نذير أحمد الندوي بالأمس، كان يعاني من المرض منذ زمن طويل، لكنه لم يستسلم له يوماً، والمعلّم الجيد هو فخر كل مدرسة ودار علمية، وقد امتنّ الله على دار العلوم منذ نشأتها بأساتذة أفاضل، والأستاذ نذير أحمد أحد أركان هذه الكوكبة المضيئة”.
وأضاف قائلاً: “كان لسانه لا يفتر عن ذكر الله، حتى في مجالس الحديث والمذاكرة. لما كنا في السنة النهائية من الفضيلة، كان يدرّس بالدار، ومنذ ذلك الحين تأثر به الطلاب وانتفعوا بعلمه. وعلى الرغم من اشتداد مرضه لاحقاً، واصل التدريس حتى آخر يوم في حياته؛ فقد درّس يوم وفاته حصتين. لقد كان مواظباً على الصلوات، بعيداً عن مظاهر الجاه والرياء، فأكرمه الله بحسن الخاتمة”.
وختم فضيلته بقوله: “إن رسالة جلسات التأبين هي أن نتعلم من حياة الراحلين الصالحين. علينا أن نتبنى خصال الأستاذ، وأن نسير على نهجه في الإخلاص والعلم والدعوة وخدمة الدين ونشره.
لقد كانت حياته حافلةً بالدروس والعِبَر، فعلينا أن نحمل رسالته، ونملأ الفراغ الكبير الذي خلّفه بعلمه وإخلاصه. نسأل الله أن يتقبل جهوده، ويرفع درجاته، ويسكنه الفردوس الأعلى”.
وقال فضيلة الأستاذ السيد عمار عبد العلي الحسني الندوي (الأمين العام لندوة العلماء، لكناؤ) في كلمته: “كانت شخصية الأستاذ الدكتورجامعةً، قد حباه الله مواهب علميةً ودينيةً رفيعةً. كان جامعَ اللغات، يتقن العربية والأردية والإنجليزية والفارسية والهندية والسنسكريتية معاً. وكان ذا أخلاق سامية، محبّاً للخير، حريصاً على إفادة الآخرين. كان مريضاً منذ نحو خمسة عشر عاماً تقريباً، ومع ذلك لم يترك التدريس يوماً. كان يستأذن من المستشفى ليأتي إلى الدار فيدرس الطلاب، ثم يعود إلى المستشفى. وحينما يقال له: لم تظلم نفسك هكذا؟ قال: لا أجد الراحة إلا في التدريس”.
وألقى فضيلة الأستاذ محمد علاء الدين الندوي (عميد كلية اللغة العربية وآدابها) كلمته مستفتحاً بقول الله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ)، وقال: “كان الأستاذ نذير مثالاً للشرف والكرامة والأخلاق العالية، يأسر القلوب بسمته وهدوئه. وقد عاصرته منذ قدومي إلى ندوة العلماء سنة 1997م، فكان يومها مدرساً ولا زال معلماً حتى وفاته، ورافقته في أسفار عديدة. وإنّ فراقه مؤلم جداً”. وأوضح أن من أبرز صفاته المواظبة والاستقامة؛ فكان ملتزماً بدروسه، مشاركاً في كل اجتماع لكلية اللغة، وكذلك يرغب في أنشطة النادي العربي. وأكد أنّ موت العالم موت العالَم؛ فالعالم لا يذكر الله بلسانه فحسب، بل بفكره ومطالعته أيضاً. وبموته يسود الحزن على حلقته وعالمه، وينقطع فيضه عن العالم”.
وعبر فضيلة الأستاذ الشيخ محمد خالد الندوي الغازي فوري (عميد كلية الدعوة والإعلام) عن انطباعاته قائلاً: “قلوبنا اليوم محزونة بفقد الأستاذ الدكتور نذير أحمد الندوي. لقد كان نذيراً بحق، اسماً ومعنىً وسلوكاً. يقول الله تعالى: (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وجاءكم النذير). الدنيا ليست دار قرار، غير أنّ دوام الذكر بعد الرحيل هو الكمال الحقيقي”.
واستُهلّت هذه الحفلة بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم تلاها الطالب محمد عدنان، ثم ألقى الأستاذ سلمان نسيم الندوي كلمة تعريف بالفقيد الراحل قائلاً: “إن جلسة العزاء هذه تُعقد اليوم، وقد كان الدكتور نذير أحمد الندوي بيننا بأمس، يروي ظمأ طلابه من معين علمه الفيّاض، ويفيض عليهم من كنوز معارفه. لكننّا اليوم نجتمع لا لنسمع منه، بل لنتحدث عنه؛ وذلك من سنة الله التي لا تتبدّل: (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ)”.
وأضاف قائلاً: “إنه كان مثالاً للثقافة، والثقافة الندوية زادها رقيّاً ونضجاً. كان رحمه الله يحمل قلباً متألماً، ولساناً واعياً، وفكراً قيماً. وكان يجيد الأردية والعربية، ويحسن الفارسية بقدر كبير، ولا سيما العربية، على الرغم من أن تخصصه كان في علم الحديث. وأكد على صلته الوثيقة بأساتذته الكبار أمثال سماحة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي والدكتور سعيد الأعظمي الندوي، مبيناً أن الشخصية التي صقلته وهذبته أصلاً كانت شخصية المفكر الكبير والمربي الفاضل الأستاذ السيد محمد واضح رشيد الحسني الندوي رحمه الله.
وقد حضر الحفل مسئولو دار العلوم لندوة العلماء والأساتذة الكرام، منهم فضيلة الشيخ عبد العزيز الندوي البهتكلي (القائم بأعمال مدير دارالعلوم لندوة العلماء)، والشيخ عبد القادر الفتني الندوي (نائب مدير دارالعلوم لندوة العلماء) وفضيلة الشيخ نياز أحمد الندوي (المشرف العام على أروقة طلاب دارالعلوم) وغيرهم من أساتذة الدار، كما شهدت الجلسة حضوراً حاشداً من الطلبة.
رحم الله العبد الصالح والعالم البارع، وجزاه عن العلم وأهله خير الجزاء. آمين.
هذا، وقد أقامت عدد من المدارس والجامعات حفلات تأبينيةً بوفاة الدكتور نذير أحمد الندوي وذكر محاسنه، ومنها: جامعة المؤمنات الإسلامية بدوبغا، لكناؤ، ومدرسة حليمة السعدية للبنات بشجاع غنج ردولي، أيودهيا، ورابطة بزم شامِ غزل في مكتبة العلامة إقبال غوندا، ومدرسة إصلاح المسلمين بغوبا مئو، ومدرسة الحرم برحمان خيرا، لكناؤ، ومدرسة معين الإسلام بدرياباد، ومدرسة نور الهدى للبنات بخيرآباد، ودارالعلوم الفاروقية بكاكوري، ومؤسسة نوبل التعليمية والخيرية بردولي، أيودهيا، وجامعة أبي الحسن ماليغاؤن، كما عقدت ندوات افتراضية حول وفاة الأستاذ نذير أحمد الندوي في جيفور، وكيرالا، ولكناؤ.

