أعلام من العلم والفكر

الأديب الكبير نجيب محفوظ يكتب عن عبقرية سيد قطب في كتابه “التصوير الفني”
12 أكتوبر, 2025
الأديب الكبير نجيب محفوظ يكتب عن عبقرية سيد قطب في كتابه “التصوير الفني”
12 أكتوبر, 2025

أعلام من العلم والفكر

د. أبو سحبان روح القدس الندوي
تأليف: د. سعيد الرحمن الفيضي الندوي
نشرته: أكاديمية البخاري، كندا
عدد صفحاته: 200، عام 1446هـ – 2025م
اعتنى بإخراجه في ثوب قشيب: الأخ الكريم عبد الكريم الصديقي الندوي، أحد الموظفين في مكتب صحيفة “الرائد” النشطاء، القائمين بواجبهم المسند إليهم خير قيام.
قدّم له الدكتور سلمان الندوي نجل العلامة السيد سليمان الندوي، نزيل مدينة دربن الواقعة في إفريقيا الجنوبية، وأحد الأعلام المعاصرين، جمع بين الثقافتين الإسلامية والمعاصرة، ينتمي إلى أسرة عريقة في العلم والدين، والثقافة والأدب، والتاريخ والتراجم.
له ولأبيه صلة قوية بأسرة المؤلف، فكان حقًّا عليه تقديم الكتاب.
لا جرم، أنه أدى حق التقديم إشادةً للكتاب، وتشجيعًا لصاحبه، وتعقيبًا على مقاله نحو ترجمة والده في جوانب مهمة.
وسلّط الضوء على محتوى الكتاب إفادة وإجادة، وأنهى كلمته قائلاً: “أرى أن هذا الكتاب يسدُّ فراغًا إلى حد ما لتراجم بعض الشخصيات التي لا تزال تقل الكتابات عن سيرتهم وحياتهم، وينفع هذا الكتاب من يبتغي أسوة أعلام الهند”(1).
وقرّظ الكتاب أحد الفقهاء المتفقهين المعاصرين في الهند فضيلة الشيخ خالد سيف الله الرحماني. تناول فضيلته محتوى الكتاب، موضوعه وأسلوبه ومدى أهمية الكتابة في الموضوع المطروق في تأليف الدكتور سعيد. وتحدث عن أسلوب الكتاب تنويهًا واعترافًا حيث قال:
“تميّز أسلوب الكتاب بالمزج بين السرد التاريخي والتحليل الفكري، بلغة عربية جزلة، واضحة البيان، تتوخى الإفادة العلمية والعمق الثقافي، من غير تعقيد أو إملال، كما استُخدم التوثيق المعتدل، فجاءت التراجم محكمة السياق، وخالية من الإطناب المخل أو الإيجاز المفرط”(2).
كما أسعدني الحظُّ للمشاركة في التعريف بالكتاب إبراز جوانب من أعمال المؤلف ومناشطه، فصدّرت كتابه كاتبًا فيما يلي:
“يسرُّني جدًّا تصديرُ كتاب “أعلام من العلم والفكر”، دبجه يراعُ الأستاذ الدكتور سعيد الرحمن الفيضي الندوي، رئيس “مركز الندوة التعليمية” بكندا، وهو النجل الأكبر للعلامة محبوب الرحمن الأزهري (ت2010م)، وداعية نشيط، كثير الرّحلات والجولات، معنيٌّ بالشؤون التعليمية والدعوية والدينية والسياسية، يُجيد اللغات العالمية، ملمٌّ بالثقافة المتنوعة، محافظٌ على حفظ القرآن الكريم، مشاركٌ في الندوات والمؤتمرات الدولية، يمثِّل مسلمي كندا على الصعيد العالمي، يتمتع بالذكاء والحيوية، لا يملُّ من المشوار المتواصل للأعمال المسندة إليه، ينصح من استنصحه ويُشير من استشاره بالإتمان، وإذا نزل قطرًا أو بلدة أو مدينة أو قرية نائية يتجشَّم لقاء أقاربه وأصحابه وأساتذته وذويه ولا يقصِّر، وهو دمث الخلق، سهل، متواضع، محبَّب، ورث العلم والمعرفة والثقافة والأدب والاعتناء بالقرآن الكريم وخدمة الدين ومجالاته أبًا عن جدٍّ، بارك الله فيه.
أما الكتاب الذي بين يديَّ فهو مجموعة مقالات وبحوث، تناول فيه أبرز شخصيات في ربوع الهند وملامح من حياتهم ومآثرهم وموافقهم من قضايا ومشاكل شتى، كما عالج في هذه المجموعة القيمة قضايا علمية وفكرية متنوعة.
وإنني أرحِّب المؤلف العزيز في رحاب العلم وكتابة المقالات والبحوث، فأهلاً وسهلاً به، وأتشرَّف بإهداء كلمات التهنئة والتبريك إليه، وأقدِّر جهوده التي بذلها في كتابة هاتيك البحوث والمقالات، وعرضها عرضًا جميلاً.
وقد لاحظتُ أن موضوع الكتاب ومحتواه يربط الغابر بالحاضر، والقديم بالحديث، وأعلام المحدثين بأعلام الفكر والأدب، كأنه جمع بين القديم الصالح والجديد النافع، واعتنى بالتراث القديم مع الإلمام بالإنتاج الحديث، فلم يدع القديم لقدامته ولم يقبل الحديث لحداثته، وإنما انتقى من القديم ما هو صالح ومن الحديث ما هو نافع، فما أجملَ هذا الجمع بين القديم والحديث في كتابه هذا.
وقد اختار لتحقيق أهدافه ومراميه أسلوبًا علميًا شائعًا رزينًا، ولغة سلسة، سهلة.
وقد تناول في مستهل كتابه ذكر “علم الحديث في الهند” واعتنى بسرد أسماء المحدثين في الهند وقد فاته ذكر طائفة من جهابذة المحدثين، المتفق على جلالتهم وعلو كعبهم في صناعة الحديث كالإمام المسند السيد نذير حسين المحدِّث الدّهلوي (ت1320هـ) وتلامذته النبغاء المنبثين في شبه القارة الهندية، ومن سواهم من أعلام المحدثين في العصر الحاضر، الذين أتحفوا مكتبة الحديث الشريف بمؤلفات ضخمة دسمة.
فهذه ملاحظات بسيطة ينبغي للمؤلف الفاضل التنبه لها واستدراك ما فاته، وهذه الملاحظات لا تنقص قيمة الكتاب وشأن صاحبه، جهده موفَّق ومفيد، بارك الله في حياته وأعماله التي يزاولها في بلد غير بلده، وفي مجتمع غير مجتمعه، وبلغة غير لغته الأم، وفقه الله لما يحب ويرضى، وله مني أطيب التهاني والتحيات رجاء الدعوات والتمنيات”(3).
الهوامش:
1. أعلام من العلم والفكر، ص: 10.
2. أيضًا، ص: 13.
3. أيضًا، ص: 15–17.