ربيع الإنسانية
24 سبتمبر, 2025الطريق إلى القيادة العالمية
الطريق إلى قيادة العالم الإسلامي – وبالتالي إلى قيادة العالم الإنساني – يحتاج – إذا قلنا بلا تمهيد ولا مقدمات – إلى “تأشيرة دخول” ولا يستحق هذه التأشيرة إلا الشعب الذي أثبت صلابته ومرانه، وصبره وتماسكه، وهيامه بالهدف الذي ينشده، وعدم الرضى والاقتناع بغيره مهما كلفه ذلك من ضريبة فادحة وثمن باهظ، وبذل في هذا السبيل دمعه ودمه، ومهجته وروحه.
ولابد لهذه التأشيرة – تأشيرة دخول – أن ترفق معها “شهادة صحية” تدل على أن شعوره سليم لم تصبه الميكروبات، مرهف لم يتبلد، ناضج يفرق بين الصحيح والسقيم، والغث والسمين.
فإذا جعل شعب هذه التأشيرة وهذه الشهادة سمح له أن ينتقل من دور الانتقال أو دور المراهقة – في تعبير أصح وأدق – إلى فترة الشدة والاحتمال والنضج والاكتمال، وتأهل للخروج من دور التلمذة والتقليد والمحاكاة إلى دور الأصالة والابتكار والإبداع، والتوجيه والإشراف على مسيرة الإنسانية، وإنقاذها من التعذيب النفسي والشذوذ الفكري والانتحار الاجتماعي الذي تعاني منه منذ زمان.
(الأستاذ محمد الحسني الندوي رحمه الله)