أنت نسيج وحدك
5 أكتوبر, 2021كن كالبدر مستمرًا في الضياء
11 نوفمبر, 2021قصة الحبّ العجيب
مصطفى أمين
في إحدى جمهوريات أمريكا اللاتينية سياسي كبير اشتهر بأنه يساعد الضعفاء ويقف بجانب المظلومين والمضطهدين ويدافع عن الأبرياء، ويقاوم المرتشين والذين يتأجرون بالنفوذ، وذات ليلة وفي منتصف الليل أصيب بالذبحة الصدرية، وحاول الاتصال بكبار الأطباء الذين يعرفهم فلم يجد واحداً منهم، كانت الليلة ليلة الأحد والأطباء الكبار يمضون عطلة الأسبوع خارج العاصمة، واتصل الزعيم الكبير بصيدلية في أحد الأحياء الفقيرة واستغاث بها، وأرسلت الصيدلية طبيبة شابة لإنقاذ الزعيم المريض، ودهش الرجل عندما رأى الطبيبة، لا يمكن أن تكون هذه الطبيبة وأنها تلميذة في مدرسة الطب، وسألها عن عمرها فقالت 22 سنة، وعاد يسألها هل هي طبيبة أم هي طالبة في الطب، وعادت الفتاة تطمئنه وتقول أنها قادرة على علاجه، وحقنته بحقنة من حقيبتها وتوقف الألم، وجلست تتحدث إليه فشعر براحة غريبة، في صوتها موسيقي، ابتسامتها تجعل الدنيا تبتسم أمامه، لقد ماتت زوجته منذ عشر سنوات وقرر أن يعيش وحيداً، لا يستقبل في بيته أحداً، ولكن هذه هي المرة الأولى التي تدخل في بيته امرأة، وهي تعرف كل شيء عنه كأنها كانت تعيش معه طوال هذه السنين، وهي تحفظ بعض فقرات من خطبه التي كان يلقيها في البرلمان وكأنها تغني، وافتقدها بعد خروجها بخمس دقائق، فطلبها بالتليفون وقال لها أنه أصيب بأزمة قلبية من جديد، وقالت له وهي تضحك أنا أعرف أنك تكذب، ومع ذلك سأجيء إليك فوراً، وجاءت ولم تخرج بعد ذلك أبداً، وتحسنت صحة السياسي العجوز، وتصور أصحابه أنه عثر على دواء ناجح.. ثم مالبثت الحكاية أن تسربت، وعلم السياسي أن الحكومة قررت القضاء عليه وأنها تجمع معلومات عن علاقته بالطبيبة الشابة، وأنها ترسل أجهزتها لتلتقط صورته معها في كل مكان يذهب إليه، وأنها وضعت ميكرفونات في شقته تسجل أحاديثه معها، ونصحه أصدقاؤه بأن يقطع علاقته بهذه المرأة الصغيرة، وقال السياسي العجوز أنه يفضل أن يقطع علاقته بالسياسة على أن يقطع علاقته بالشابة التي يحبها.. وذهب أصدقاؤه إلى الطبيبة يتوسلون إليها أن تترك هذا السياسي العجوز من أجل الفقراء الذين يحميهم والمظلومين الذين ينتصر لهم، وذهبت الطبيبة إلى السياسي العجوز وقالت له إنها قررت أن تختفي من حياته حتى تنقذه من ألسنة الرأي العام، ورفض السياسي العجوز أن ينفصل عنها، وقال إنه على العكس قرر أن يتزوجها، وقالت الطبيبة أنها تتمنى أن تتزوجه، ولكنها تعرف أن هذا الزواج سوف يقضي عليه.
وأطلقت الطبيبة الشابة على نفسها الرصاص وماتت مضحية بنفسها من أجل الضعفاء والمساكين!
وفي اليوم التالي أصيب السياسي العجوز بأزمة قلبية.. وأكد الأطباء أنه لن يعيش.
ولكن قصة هذا الحب العجيب لن تموت!