أيها الشباب! قوموا وغيِّروا مجرى التاريخ
21 أكتوبر, 2020هل هناك حلّ دبلوماسي لقضية ناغورني قره باغ؟
21 أكتوبر, 2020العلامة السيد سليمان الندوي (الحلقة الأخيرة)
رغم أن السيد سليمان الندوي رحمه الله انتقل إلى كلكته عام 1913م لمشاركة أبي الكلام آزاد في تحرير جريدة (الهلال) ومن ثم شغل نفسه في نشاطات مختلفة إلا أن قلبه ظل معلقاً بندوة العلماء، فكان يتفقد أحوالها ويكتب حولها في إصدارات المعارف ويناشد الأمة الإسلامية إلى تعزيزها بقدر الإمكان، وفي عام1918م عقد اجتماع ندوة العلماء في مدينة ناغفور تحت رئاسة النواب حبيب الرحمن خان الشرواني فساهم بدور كبير في هذا الاجتماع وبذل ما في وسعه لإنجاحه، وبالتالي تكلل جهده بالنجاح وحصلت التبرعات لندوة العلماء أكثر مما كان في الحسبان.
عمادة الشئوون التعليمية لندوة العلماء:
وفي عام 1923م توفي رئيس ندوة العلماء آنذاك المؤرخ والكاتب الإسلامي الشهير السيد عبد الحي الحسني رحمه الله، فأحدثت وفاته فراغا هائلا في ندوة العلماء لا يمكن أن يملأه إلا شخص عبقري له كفاءات علمية ودقة النظر في شئوون التعليم، فوقع الاختيار على السيد رحمه الله وألقيت عليه مسئولية عمادة الشئون التعليمية لندوة العلماء وتولى رئاستها النواب السيد علي حسن خان.
ومن بعد ذلك، تضاعفت نشاطات السيد رحمه الله، فإنه رغم أشغاله العلمية الكثيرة كان يزور ندوة العلماء خلال شهر أو شهرين ويدير شئوونها التعليمية بغاية من الاهتمام، فقام بتعديل لازم في منهجها الدراسي وجعله أكثر فائدة للطلاب في ظل تعيين المزيد من المعلمين المؤهلين. ويذكر أن الشيخ تقي الدين الهلالي المراكشي عين مدرساً في دارالعلوم لندوة العلماءفي زمن عمادته. ومن الإنجازات التي قام بها السيد خلال عمادته للشئوون التعليمية هو إقامة اجتماعات لندوة العلماء. فإنها لم تكن عقدت اجتماعا منذ سنوات عدة. فتم عقد اجتماع في فبراير عام 1925م وترأسه النواب حبيب الرحمن الشرواني. وأصدر الاجتماع مشروع جمع خمسة عشر ألف روبية من كل إقليم من أقاليم الهند لتشييد دور السكن لطلاب ندوة العلماء. ولتحقيق هذا الهدف تجول السيد سليمان الندوي شخصيا في قرى وأرياف إقليم بهار من الهند. وفي نفس السنة انعقد اجتماع آخر في أنباله وحقق نجاحا باهراً بحيث حضره جمع كبير من العلماء الكبار من شتى نواحي الهند. والذي يجعل هذا الاجتماع تاريخيا هو أن السيد رحمه الله قدم أمام الحضور مشروع رفع الخلافات المذهبية والجدال الكلامي العقيم من بينهم داعياً إلى جمع شمل المسلمين على أساس كلمة التوحيد. فأخذ الحضور هذا النداء على الرحب والسعة وقرروا إنشاء الوحدة الإسلامية في شرائح المجتمع المسلم.
مؤلفاته
وقد ألف السيد رحمه الله كتباً حول موضوعات شتى ومنها “أرض القرآن”وهو كتاب فذ في جغرافية الأمكنة التي جاء ذكرها في القرآن الكريم. و”حواشيه على المصحف الشريف”. و”سيرة النبي”وهو – كما قال السيد أبوالحسن علي الحسني الندوي- موسوعة السيرة النبوية في اللغة الأردية، و”خطبات مدراس”و”رحمة العالم” ومن كتبه حول التاريخ والأعلام “سيرة عائشة” و”حياة مالك” و”حياة شبلي” و”الخيام” و” شجاعة نساء الإسلام”و “ياد رفتكان(ذكريات الأعلام السابقين)” و”العلاقات العربية الهندية” و”الملاحة عند العرب” ومن مؤلفاته عن اللغة والأدب “نقوش سليماني(إضاءات أدبية لسليمان)” و”دروس الأدب” و”لغات جديدة” وهو قاموس يعالج الكلمات الحديثة والمصطلحات المعاصرة ويشرحها شرحا وافياإلى جانب ذكر المواد اللغوية القديمة. ويجدر بالذكر أن السيد رحمه الله قام بإعداد هذا القاموس على طلب من الاجتماع السنوي لندوة العلماء عام 1910م وتم تقديمه في الاجتماع السنوي عام1912م الذي ترأسه العلامة رشيد رضا المصري. وإلى جانب هذه الكتب هناك كتابات قيمة أخرى دبجها يراع السيد مثل “رسالة أهل السنة والجماعة” و”رحلة أفغانستان” و”رسائل سليمان” و”مقالات سليمان” وغير ذلك من الكتابات التي تحويها إصدارات المعارف التي كانت ولاتزال تصدر عن دارالمصنفين بأعظم جراه شهرياً.
وفاته
إن السيد سليمان الندوي سافر إلى باكستان عام 1950 تلبية لدعوة بعض أركان الحكومة الباكستانية. وبعد عدة أشهر من وصوله إلى باكستان قرر أن يقيم بها بشكل دائم. فلم يزل مقيما هناك حتى وافته المنية في غرة ربيع الآخر عام 1373هـ المصادف 24 من نوفمبر عام 1953م، ودفن في كراتشي بجوار العلامة شبير أحمد العثماني.
(مبين أحمد الأعظمي الندوي)