حفلة التعزية على وفاة الأستاذ نذير أحمد الندوي
22 نوفمبر, 2025الحكيم السيد أحمد الله الندوي
مبين أحمد الأعظمي الندوي
الحكيم السيد أحمد الله الندوي بن السيد سلامة الله: عالم، مؤلف، مترجم، محرِّر، من أقدم خريجي ندوة العلماء. له إجازةٌ في رواية الحديث من مدرس الحرمين الشيخ عمر بن حمدان المحرسي التونسي (م 1949).
موطنه ومولده:
ولد يومَ الجمعة 19/ من جمادى الآخرة سنة 1310هـ المصادف 9/ من يناير سنة 1893م، في بيت جدته من الأم، الواقع في “مُرار فور” حي من أحياء بلدة “بهار شريف” من مديرية “نالنده” بولاية بهار، إلا أن موطنه هو “آبغِله (Abgila)” من مديرية “غيا” (Gaya) من نفس الولاية، جده الأعلى في الهند هو الداعية الإسلامي العالم المصلح الشيخ آدم صوفي (م 697هـ) المتوطن في “جيتھلي (Jethuli)” من مديرية “بتنه” وقبره فيها معروف يزار. والشيخ آدم هذا هو من سلالة زين العابدين بن حسين بن علي رضي الله عنهم. ومن نفس السلالة تنحدر أمه وجيد النساء بنت السيد بشارت حسين.
نشأته ودراسته:
أمضى طفولته في موطنه “آبغله”، وتعلم هناك اللغة الأردية والفارسية، ثم صرف عنايته إلى دراسة اللغة العربية سنة 1908م فتعلم في “المدرسة السبحانية” بـ “إله آباد”، و”جامع العلوم الجديد” بـ “كانفور”، و”مدرسة إلهيات” بالبلدة نفسها، ثم التحق بدار العلوم لندوة العلماء بـ “لكناؤ”، وتخرج فيها سنة 1917م.
اشتغاله بوظيفة التدريس، وعمله في نظام حيدر آباد:
شغل وظيفة التدريس في “مدرسة إلهيات” بـ “كانفور” ثم في بعض المدارس بـ “أمرتسر”. ثم سار إلى حيدر آباد سنة 1923م أو 1925م، وانضم إلى دائرة المعارف بها، وهناك ظل قائماً بتحرير المخطوطات العربية لمدة 24 سنة متتالية. وتقاعد منها على المعاش سنة 1947م.
خلال إقامته بحيدر آباد، أسس مصنعاً للجوارب والملابس الداخلية بمساعدة أخيه نور الله، وعمل مقاوماً في معسكر نظام حيدر آباد. ولما سقطت حكومة حيدر آباد، باع مصنعه وشد رحاله إلى كراتشي، فوصل إليها في 2/ من يناير سنة 1949م، واشترى فيها سكناً في مستوطنة “بير إلهي بخش”، حيث انشغل بالطبابة وعملية الكتابة والتأليف، وعمل أستاذاً في الجامعة الطبية الشرقية بكراتشي منذ سنة 1960م. كما أنه انضم إلى “جمعية العربية” التي تم إنشاؤها لترويج اللغة العربية بجهود السفراء العرب بكراتشي. وفي سنة 1969م ترك وظيفة التدريس بسبب ضعفه وإصابته بداءِ عِرقِ النَسا (Sciatica)، وانعكف في بيته يطالع الكتب ويؤلف.
مصنفاته:
من تآليفه: “تذكره مسلم شعراء بهار” في ستة أجزاء، وهو بمثابة موسوعة في موضوعه، يتناول تاريخ اللغة الأردية في ولاية بهار، وشعراءها، ونماذج من شعرهم. و”تاريخ حديث ومحدثين” في مجلدين، وهو كتاب جامع فريد في تاريخ تدوين الحديث النبوي الشريف ومن خدم هذا الفن من عهد الصحابة إلى القرن الثامن الهجري، بأسلوب تحليلي جذاب، أجاب فيه عن كل ما أورده بعضُ مدعي العلم من إشكالات على هذا الفن تاريخاً وتدويناً وحالةً تشريعيةً، ويمكن أن يقال: إنه عصارة جميع الكتب التي تم تأليفها في ذلك الفن إلى عصر المؤلف. وترجمَ “الإحاطة في أخبار غرناطة” للوزير محمد لسان الدين بن الخطيب باللغة الأردية. أما المخطوطات العربية التي قام بتحريرها بدائرة المعارف بحيدر آباد، فهي في عدد ملحوظ، منها: “المستدرك” للحاكم، و”السنن الكبرى” للبيهقي.

