نيطت بهذه الأمة الإسلامية مسئولية الوصاية على العالم، والحسبة على الأخلاق والاتجاهات، وسلوك الأفراد والأمم، ومسئولية القيام بالقسط والشهادة لله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، واعتبار نفسها أمة تسأل يوم القيامة عن مدى قيامها بهذا الواجب، وتحاسب على تفريطها في ذلك، وانشغالها بنفسها، فيقول الله تعالى: ) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ( [سورة المائدة:8]. ويحذر من تفريطها في أداء واجبها وما يجر ذلك على الإنسانية من الشقاء والبلاء، وانتشار الفتنة والفساد، فيقول للمجموعة الصغيرة التي كان لا يتجاوز عدد أفرادها بضع مآت في حياة المدينة الأولى، وقد أمرت بالتآخي وتكوين الخلية الإسلامية القائمة على أساس العقيدة والدعوة.) إِلاّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ( [سورة اأنفال:73].

(العلامة الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله تعالى)