الإسلام دين جامع للكمال وفلاح الإنسانية

الإسلام هو الحل الوحيد لكل المعضلات
16 سبتمبر, 2023
أهم مسئولية تقع على الأمة الإسلامية
16 سبتمبر, 2023

الإسلام دين جامع للكمال وفلاح الإنسانية

هكذا جاء الإسلام دينًا جامعًا للخير كله يرشد الإنسان إلى ما فيه قضاء حوائجهم البشرية على أفضل طريق وأحسنه، ويهدي إلى هذه الطرق والسبل، مما فيه راحة الإنسان الجسمانية وسلامتها، وفائدتها الروحية وفلاحها، وهذا الأمر يناسب لمكانة أمة الوسط.

هذه هي صفات الأمة الإسلامية التي قررها الله لها، وجعلها أمة تمتاز وتفوق على سائر الأمم باتخاذ هذه الصفات، ولقبها بلقب “خير أمة”، وهذه الصفة هي الميزة الكبرى لهذه الأمة تالتي تتصل بجانبي منصبها وسيرتها، أما صفاتها التي تتعلق بمنصبها فقد مضى ذكرها في الصفحات الماضية، أما صفاتها المتعلقة بسيرتها وخلقها فهي ميزة تنبع منها قوة خصائصها المتعلقة بمكانتها، وهي التي تجعلها تفوق الأقوام الأخرى، والتي توجد في الآخرين متفرقة في بعض الأحيان، فعلى سبيل المثال امتيازها في مجال العلم والفكر، وكمالها في المدنية ونظام الحكم، ونجاحها الباهر في مجال التحقيق والتجربة، والحصول على وسائل الحياة وأسبابها، ولكن الأمم الأخرى كانت مجردة خالية من الصفة الحقيقية للإيمان بالله سوى الأمم التي تحمل دينًا سماويًا، الأمر الذي لا تكون أفضل لأجله من الحيوان في السيرة الإنسانية والخلقية على الرغم من تطورها في المجال العلمي والحضاري، ويدل على ذلك ما يوجد في حياتهم الفردية والجماعية من أحداث ووقائع لسفك الدماء والإباحية والانحراف الخلقي والشذوذ الجنسي، مما يجعلهم أحط من الحيوان، فقد توجد فيهم طرق الحياة أسوأ من حياة الحيوان، وقد انحرفت في هذه الأمور الأمم الحاملة للأديان السماوية عن الصراط المستقيم، وأصيبت بهذه الخرافات، والذين انحرفوا عن الصراط المستقيم من أفراد الأمة الإسلامية توجد في حياتهم أيضًا هذه المساوئ، ولكنها توجد فيهم متفرقة، وأما من حيث المجموع فالأمة الإسلامية فائقة وممتازة في هذه الأمور من الأمم الأخرى.

(قيمة الأمة الإسلامية منجزاتها وواقعها المعاصر للشيخ محمد الرابع الحسني الندوي، ص: 98–99)

×