كن إيجابياً
21 أبريل, 2021كفران النعمة
8 يونيو, 2021فضل الإسلام على الإنسانية
أخي العزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن في العصر الراقي – أيها الأخ – في عصر التقدم والتطور؛ عصر تطورت فيه الحضارات، وشبت فيه الثقافات؛ وتنور العقل والضمير البشري، واستوت على سوقها القيم المدنية، فالانسانية اليوم رافعة رأسها بما نالته من الاحترام المتبادل، ومتباهية بما ظفرت به من الصعود إلى رفع سلوكيات التعامل بين البشر، ومفتخرة بما ارتفع فيه مستوى تعظيم الإنسانية؛ فكأنها حظيت بأغلى شيئ في الوجود يندر نظيره في الأديان السماوية، أو كأنها اكتشفت معنى كانت تخلو عنه العصور المنصرمة.
ليس ذلك – أيها الأخ – كذلك، فكل ما نرى في العالم اليوم من المظاهر الحسنة، أو نشاهد الآثار الطيبة أو نتلقى التجاوبات المستقيمة، أو العادات المرضية ليس مصدرها الا الدين الإلهي، ولا تتصل جذورها إلا إلى الدوحة الفيحاء الوارفة الظلال.
الإنسان اليوم – أيها الأخ – في خضم النظريات الحديثة وفلسفات الحضارات الحديثة نسي أو تناسى فضل الإسلام عليه، أو غلبت عليه الأبحاث الجديدة إلى حد أنه لا يتسنى له الخوض في التعاليم السماوية القرآنية ولا ما تتضمن للانسانية من المفاهيم المستقيمة والمطالب الرفيعة النبيلة،فيخطئ في نتائج أبحاثه ودراساته نحو كرامة الإنسان وارتفاع مستوى السلوكيات بين بني جلدته، لذا يحسب كل ذلك من نتاج رقي الحضارات الغربية، وتقدم المدنيات والفلسفات المعاصرة، ويذهب مذهبا لا يصدقه الواقع ولايسنده دليل، وربما يظنهم بعض إخواننا السذج صادقين في دعواهم، صائبين في نظرياتهم، منصفين في دراساتهم، فيخجل ويغلب عليه الشعور بالاحباط ويعتريه اليأس من دينه، بينما إذا قمنا بدراسة الإسلام دراسة متأنية، ونغوص في تعليم الرسول الأعظم نحو كرامة الإنسان وسمو مكانته بين الخلق لملكت علينا الحيرة لوفرة ما نراه من المواد الدسمة والثروة الغالية ما لا نجده في أي ديانة من الأديان السماوية، فليس في ديانة من تعليم الخلق الحسن، وإقرار بالعدل والسماحة، وإيجاب الحقوق البشرية ومراعاة الفطرة الإنسانية الا وقد يرغب فيه الدين الإسلامي ويحثه عليه، وليس فيها إنكار على منكر أو تحريم ما يضر بالانسانية إلا وقد شدد النكير عليه وما أحسن ما قاله ابن تيمية رحمه الله:
“وجاءت شريعته أكمل شريعة لم يبق معروف تعرف العقول أنه معروف إلا أمر به، ولا منكر تعرف العقول أنه منكر إلا نهى عنه، لم يأمر بشيئ فقيل ليته لم يأمر به، ولا نهى عن شيئ فقيل ليته لم ينه عنه، وجمع محاسن ما عليه الأمم فلا يذكر في الكتب السابقة نوع من الخبر عن الله وعن ملائكته وعن اليوم الآخر إلا وقد جاء به على أكمل وجه، وأخبر بأشياء ليست في هذه الكتب فليس في تلك الكتب إيجاب العدل، وقضاء بفضل، وترغيب في حسنات إلا وقد جاء به وبما هو أحسن منه”.
(محمد خالد الباندوي الندوي)