لا تفسدو ا في الأرض بعد إصلاحها
25 أبريل, 2018التميز الإسلامي، والجهود المضادة!
7 يونيو, 2018التميز الإسلامي، والجهود المضادة!
هناك مؤامرات سرية للقضاء على كل تميُّز إسلامي يتمسك به المسلمون أينما كانوا وعاشوا، ذاك أن كل شيء يشير إلى انتماء إسلامي سواء في أي بلد يعرف في التاريخ بشعبه المسلم، أو بآثاره الإسلامية، ليس جديراً بالبقاء على سيرة تنتمي إلى دين الإسلام، وإن كان ذلك يعتبر من أسسه أو يكون له علاقة بالفروع.
بهذا الشعور الخاص أو بمثله تصدت الدول العالمية بإزالة آثار لها علاقة ما بالإسلام أو المسلمين، مهما كانت تتصل بالعقائد الإيمانية أو الأصول الشرعية أو الأوامر السماوية أو بالعادات والرسوم، لا حقّ لأي واحد منها أن يعيش وينمو على حساب الزحف الحضاري الحديث، أو العصرنة التي هي الطريق الوحيد نحو الاستمتاع من الظواهر المادية التي لا يستغني عنها العالم البشري في أي حال، ولا في زمان ومكان.
وقد وجدت هناك طبقات من الناس ممن أتقنوا هذا الفن التميزي في العالم المادي ولم يقصروا في تغيير هوية المسلمين، وفي إجراء تجربة الأسلحة التي تدمر معنويتهم وتهوي بهم إلى هوة البهيمية التي تجردهم عن جميع خصائص الحياة الإنسانية السليمة، وتلوثهم بالمعاصي والمنكرات وتجرد شعورهم بالتمييز بين الحلال والحرام، وبين المطهر والمنجس، فلا يبالون بما إذا أشبعوا الشهوات الجنسية من الحرام، ووضعوا طاقاتهم في تثبيت دعائم الباطل الذي يبث المنكرات من كل نوع.
وقد أفادتنا الأنباء أن ناساً من مثل هذه الطبقات المشبوهة ذهبوا إلى أعداء الإسلام المعروفين في العالم وأكدوا لهم أن ما يسمى اليوم بالكعبة المشرفة ليست إلا معبداً هندوسياً كان يسمى في التاريخ القديم (ميكو مندر) يعني معبد ميكه، وكان معموراً بثلاث مائة وستين صنماً يُعبد من جميع القبائل البشرية إلا أن محمداً (صلى الله عليه وسلم) ذهب إلى هذا المعبد وأخرج الأصنام ودمرها، وكانت هناك قوة تساعده في هذه المهمة، ومن ثم توترت العلاقات بينه وبين أقربائه القريبين كأبي جهل وأبي لهب، اللذين كانا يقودان جماعات عبدة الأصنام وقادة الشرك إلى محاربة هذا الدين “الجديد” الذي يحول دون عبادة الأصنام ويدعو إلى عقيدة التوحيد التي تفرق بين الناس وتمهد الطريق نحو الصراع والتعارك، وتمزق وحدة القوم.
على مثل هذه التوهمات والأباطيل يؤسس المناوؤون الأشداء أسسهم العدائية ضد الإسلام وبلاد الحرمين، وقد لقنوا هذا الدرس لأتباعهم في بلاد الوثنية والشرك، وحثوهم على أن يطالبوا بالعودة إلى ديانة الكفر والشرك وتغيير طبايع ونفسيات المسلمين نحو تبرير ما يقوم به المفسدون في الأرض من إثارة الفتن والصراعات الدينية بين الناس المسالمين .
إن هؤلاء المفسدين لا يألون جهداً في أي حال فيما يُخرج من قلوب المسلمين هيبة الإيمان وديمومة الشريعة الإسلامية فيتناولون الأمور الأساسية للإيمان بإهانة شأنها وطرحها للخلافات بين الجماعات والطوائف الإسلامية، كما هو الشأن في عدد من البلدان حيث يعيش المسلمون بالالتزام ولا يحيدون عن تعاليم الدين قيد شعرة، وذلك ما لا يخفى على المطلعين والمتابعين للقضايا العالمية في بلدانهم وأوطانهم.
وقد مثلوا في الغرب وما جاوره من دول ومناطق، دوراً مشئوماً في تسوية الحرام بالحلال، والعيش في حرية تفوق حرية البهائم والأنعام، في ممارسة الشهوات الجنسية وإجبار الشابات على الاختلاط بالشباب شبه عراة على الشوارع وفي الأمكنة العامة، والأسواق، فضلاً عن الفنادق والخانات والخلوات، وقد وصلت هذه الحرية المشئومة الخبيثة إلى مجتمعات المسلمين وبيوتاتهم، حتى أدت إلى نشر الفواحش وتعميم الزنا بالإجبار في المدن وا لقرى، وأصبحت البنيات الصغيرة السن فريسة لهذه الممارسات الخبيثة من غير خوف ولا حشمة.
أما تعاطي الخمور والمسكرات علنا وجهاراً فقد أصبح رمزاً للحضارة والانفتاح، وكذلك اختطاف الفتيات من الشوارع والبيوت وتفجير قواريرهم السكرية عليهن من غير مبالاة، وقد يكون عدد هؤلاء المنتشين السكاري أكثر مما يعد على الأصابع، وكلهم قتلة وقطاع الأعراض المقدسة.
ولقتل معنوية المسلمين يدفع هؤلاء الوحوش جماعات من الشباب المسلم إلى أكل الربا والمتاجرة بالحرام، وأكل أموال الناس بالباطل ويضطرونهم إلى إلقاء المواد المحرمة في بطونهم، ويوفرون لهم الوسائل المنوعة لإشباع كل شهوة من المال والنساء وما إلى ذلك، حتى يتحرر المرء المسلم من كل حياء إنساني ويعود سبعاً ضارياً بل أقل منه.
ومن الذي لا يعلم ما قد حدث مع المسلمين الملتزمين والعلماء والمحدثين، ومع الشعب المسلم المتدين العريق في العقيدة والدين من قبل المنحرفين الثائرين على دين الإسلام ورجاله وعلمائه وقد حدث من خلال المنحرفين الشذاذ ما قد أصيب به المسلمون بصفة جماعية من القتل والنهب والتشريد والعبث بأعراض المسلمات والعالمات والمتميزات بالدين والسلوك الإنساني النبيل؟! للحديث بقية.
(سعيد الأعظمي الندوي)