مركزية القلب في الجسم
18 يونيو, 2022كيف نرفع مكانةا لإنسان (2)
17 يوليو, 2022هذا هو الطريق للنجاح
سعيد الأعظمي الندوي
(الحلقة الثانية)
فأين ذلك الإنسان الكامل الذي يطلبه الله تعالى من خلال هذا الدين الأخير الذي أنزله الله سبحانه وتعالى للناس كافة،وله انسجام كامل مع جميع الظروف والأحوال التي بيَّنها الإسلام لعباده المسلمين بغاية من الإيضاح والتوجيه الكامل، وفي ظل نعمة الإسلام كما قد شهد الله سبحانه وتعالى بذلك في كتابه العظيم وقال: “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا” [المائدة:3].
ومن هنا كان هذا الدين يغطي جميع الحاجيات والأحوال والظروف التي يحتاج إليها الإنسان المسلم لبيان مكانة هذا الدين العظيم الأخير، الذي هو مستمر في بناء هذا العالم البشري، وتوفير جميع المطالب التي يحتاج إليها الإنسان في أداء مسئوليته الإنسانية الكاملة، ومن هنا كان الطريق إلى أداء هذه الواجبات الإنسانية ذا أهمية كبيرة للوصول إلى الطريق الشامل الكامل الذي لا يتحقق للإنسان المسلم بدون ذلك.
وقد شاء الله تعالى أن يكون الإنسان سائرًا في طريقه المستقيم الذي تحدث عنه الله سبحانه في كتابه العظيم بأسلوبه المعجز الخالد ذلك الطريق الذي لا يأتيه الباطل بأي طريق نادر أو لطيف، فقال في كتابه الأخير الذي هو منزل من السماء من طريق الوحي الإلهي الذي يصرح للعالم البشري أجمع “وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” [الأنعام:153].
أليس هذا التأكيد الذي نسبه الله تعالى إلى نفسه وصرح بكل تأكيد أن هذا الصراط الذي نتبعه إنما هو الصراط المستقيم السماوي الذي أكّده الله سبحانه في سورة الفاتحة وفرض على عباده المسلمين أن يقرؤها في بدء كل صلاة مفروضة أو مسنونة فعلّمهم طريق مدّ يد السؤال إلى الله تعالى وأمرهم بأن يقولوا: “اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ” [الفاتحة:6] ولم يكتف بهذا الأمر؛ بل صرح لهم بأنه صراط المنعم عليهم بالإسلام والإيمان فقال: “صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ” [الفاتحة:7] وما هذا الإنعام إلا الإيمان بالله ورسوله وكتابه وسنة رسوله خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، وشدد الإنكار لأي اتجاه وطريق اخترعه اليهود والنصارى .
ومن ثم كان الطريق المثالي السماوي لأمة الإسلام هو تفاصيل الدين السماوي الأخير الذي جاء به خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم، وقد صرح الله سبحانه بذلك في كتابه العظيم فقال: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا” [الأحزاب:45-46].
ومن خلال هذه الآية المباركة تعود علينا مسئولية الدعوة إلى دين الله تعالى بجميع أجزائه وأوامره ومعانيه وبأسلوب بيّن واضح يحتوي على جميع الجوانب المشرقة التي تحدث عنها الله سبحانه في هذه الآية المباركة.
وبذلك نستطيع أن نبشر الناس بطريق النجاح والعزة في الدنيا،وبالجنات والنعيم في الآخرة، وبذلك نقدر على أداء مسئوليتنا الشاملة الكاملة في الحياة والمجتمع، والله ولي التوفيق.
وقد شرحها الله سبحانه تعالى في كتابه العظيم في آيات ومناسبات كثيرة:” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” (الحجرات:13)