العام الجديد ونحن

قصة مواطن أمريكي
25 September, 2022

العام الجديد ونحن

فضيلة الشيخ بلال عبد الحي الحسني الندوي

تعريب: الأستاذ محمد نعمان الدين الندوي

 

يأتي شهر محرم الحرام كل عام، ولكن الظروف التي تبدأ فيها هذه السنة، والآلام التي تمر بها الأمة.. إنها جددت جرح: “كربلاء” ونكأته.

إن قصص الظلم والعدوان تجرح التاريخ، ولكن الظلم والبربرية التي سجلت قصتها خلال السنتين الماضيتين أو أكثر.. إنها وصمة عار وشنار على جبين الإنسانية، ربما لا يمكن غسلها وتنظيفها منه أبدًا.

في الماضي كانت تستغيث امرأة مظلومة من آلاف الأميال البعيدة: ” وامعتصماه “، فكان الخليفة يرسل جيشًا عرمرمًا لإنقاذها..

ولكن لا يوجد: ” معتصم واحد ” –اليوم في أكثر من خمسين دولة – يلبي نداء آلاف المستغيثات..

هاجمت دولة.. وكان ذلك موقفًا يستحق الإشادة..

ولكن يا ليت كان الهحوم لنصرة المظلومين ومسح دموعهم وتقليل معاناتهم، وكان للمظلومين نصيب من شروط وقف إطلاق النار..

وبديهي أن لا علاقة لألاعيب السياسة بالدين والشرف والمروءة.. وخاصة إذا كانت الأسس والمبادىء مختلفة تمامًا..

فماذا يرجى من الذين يشتمون الصحابة، ويفضلون الأئمة المعصومين على الأنبياء، ويتناولون أسس الدين بالمسخ والتحريف والهدم..

فماذا يرجى بعد ذلك..؟

لا جرم أنها كانت خطوة جريئة تمثلت في تحدي دولة ظالمة عاتية..

ولكن متى..؟ حينما بدأ يصل إليهم لهيب النار بعد مضي سنتين من الظلم والعدوان.

فنشيد بما وقع.. ونبدي إعجابنا به.. فكان في ذلك مسح لبعض الدموع للمظلومين المقهورين.. وفي ذلك فرحة لنا..!

ولكن إذا اعتبره أحد: ” قائدًا إسلاميًا ” فهو يساوم على إيمانه وعقيدته.

الذي أسس حكومتَه على الأساس الشيعي، والذي كتُبه الأساسية تدمر الحقائق الإسلامية، وحيث لا تؤسس الأعمال إلا على النفاق، والتقية تعتبر عندهم عين العبادة ووسيلة التقرب إلى الله..

فإذا لدغ أحد من هذا الجحر مرات وكرات؟

فكيف يعد ذلك مؤمنا…؟ «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين».

إنها ساعة الامتحان.. فالقضية قضية الإيمان والعقيدة…

فمهما كانت الظروف دقيقة حرجة.. لا يمكن التغافل عن الإيمان أو التقصير فيه قيد شعرة..

لنعتصم بحبل الله المتين.

إن المد والجزر والصعود والانحطاط موجود في التاريخ، وأسباب ذلك واضحة بينة.

ولنا في رسول الله أسوة حسنة.. كيف واجه أصعب الظروف وأحرجها.. ولكنه لم يساوم للحظة واحدة.

فقوة الله فوق كل شيء.. فما من شيء يقع إلا بإذنه ولحكمة يعلمها.

فإذا وقع شيء – ولا سمح الله بذلك – من القنوط أو ضعف الثقة بالله – فهذا هو الخطر الأكبر الذي يجب أن يحذر كل الحذر.

لنقوّ إيماننا في كل حال، ولنثبت على أسس عقيدتنا الإسلامية، ولتكن أعمالنا صالحة وأخلاقنا سامية، ففي ذلك سر علونا وسعادتنا إن شاء الله.

لنعزم عزمًا أكيدًا – ونحن في بداية السنة – على أن نتقدم إلى الأمام بإيمان جديد، وهمة جديدة، وطموح مزيد، ونضيء حياتنا بالنور الذي نجده في سيرة الرسول صلى الله عليه وصحابته.

والدنيا تحتاج اليوم إلى ذلك النور..

وليت حياتنا تكون سببًا لنشر النور في الدنيا.