اعلموا أيها الأخوة مع الالتزام بالإسلام أن الله تعالى ليطالب بالدخول في الإسلام قاطبة، وكافة “يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة” وليس دخول المسجد مثلا أن يظل أحد في المسجد، ويكون هو وسائر جسده خارجه، فإن دخوله في المسجد هو الدخول بكل جسمه، كذلك الإسلام يطالب بالدخول فيه كافة، وليس ربع الدخول ولا نصف الدخول، فادخلوا في الإسلام بعقائده وشعائره، وعبادته، وأحكامه، وثقافته ونظام مجتمعه، وقانونه، وذلك هو الدخول في السلم كافة، لا تحفُّظ فيه، ولا استثناء، ومن دخل بتحفظ لم يعتبر إسلامه )إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ( [ البقرة131] فأسلموا لرب العالمين، واجعلوا الإسلام فوق كل اعتبار.

(العلامة أبو الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله تعالى)