الإنسان بين الشكر والكفر (2)
28 يونيو, 2020عقاب من الله على العصاة!
13 سبتمبر, 2020أكثر من ستين عاماً!
ستون عاماً أو أكثر،مدة وجيهة،تكفي لتغطية ثلاثة أجيال من الناس، وسوف لا أتناسى ذلك اليوم المبارك الذي بدأ فيه أستاذنا الجليل سعادة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي –حفظه الله تعالى-رحلة “الرائد” الصحفية على صعيد متواضع، مستعيناً من الله تعالى التوفيق الكامل لتمديد هذه الرحلة العلمية الخالصة، وتطوير مراحلها من الأحسن إلى أفضل وأوسع مرحلة، وحقق الله تعالى أمنية أستاذنا، وظلت “الرائد” تؤدي دورها الصحفي في عصر، لم يكن راقياً من هذه الناحية لقلة الوسائل والعاملين والاقتناع بما يتيسر دون عاطفة وجدانية لنشر الخير على أوسع نطاق، وتوسعة المجال العلمي والاكتشاف العصري من العلوم والفنون والتقنيات الحديثة في توسعة مجالات الاطلاع على ما يحتاج إليه الجيل الناهض من المجتمعات الإسلامية، وما سوف لا تستغني عنه الأجيال القادمة.
بهذه العواطف الصادقة وتوسعة مجال الصحافة العربية الهادفة قام أستاذنا الكبير، ولم يكن معه من يتبعه في هذه المسيرة البناءة عدد كبير من المتعاونين والتابعين وراءه بعاطفة صادقة مخلصة إلا هذا العاجز الضعيف الذي كان يمشي وراءه في الطريق الذي اختاره لنفسه كمعلم صادق ومبدع أمين، إلا أن الله تعالى رزق القبول، فاختير بعض الشباب النابهين من طلبة المراحل الأخيرة في دار العلوم لكي يتعلموا طريق الصحافة العربية العلمية والأخبارية بواسطة صحيفة “الرائد”، وهنالك تيسر عدد من الشبان،وشغلوا بعض الأعمال الطباعية والبريدية، وتعلموا في مدرسة “الرائد” هذه، أساليب جديدة لمخاطبة العقول في عصر لم يزدهر بالآليات العلمية من الصحافة العربية الهادفة.
أغتبط اليوم مما علمت من بُشرى دخول هذه الصحيفة الحبيبة في عامها الثاني والستين، وتأكدت أنها ليست إلا مرآة صادقة لمن بدأها ولمن تبعه من أمثال الغافلين عن مستقبل هذه العملية الجليلة التي كانت صغيرة الهيئة في أولها، ولكنها نالت القبول من عند الله وبين عباده المخلصين الذين لا يبخلون بخير مهما وجد، وفي أي شكل كان.
أهنئ العالم الأديب الأستاذ جعفر مسعود الحسني الندوي رئيس تحرير الرائد، والأخ الكريم الأستاذ محمد وثيق الندوي مدير التحرير الذي ورث هذا الكنز الثمين من أستاذه سعادة الشيخ السيد محمد واضح رشيد الندوي (رحمه الله تعالى) وقام بصيانة هذا الكنز العظيم الذي فتحه سماحة العلامة الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي في عام 1969م وغرس شجرته المثمرة بيده المباركة،بموافقة كاملة عليها من أستاذنا العلامة السيد أبي الحسن علي الحسني الندوي (رحمه الله) ووزع ثمارها على من قدرها، وحافظ عليها بالوقت والقوة والشعور الكامل بالتدريب على صيانته، “وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ” [آل عمران:180].
(سعيد الأعظمي الندوي)