السيد رئيس أحمد الجعفري الندوي

منهج الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي في الفكر والدعوة (19)
5 مارس, 2023
المربي الداعية أبو الحسن الندوي رحمه الله تعالى
2 أبريل, 2023

السيد رئيس أحمد الجعفري الندوي

مبين أحمد الأعظمي الندوي

هو صحفي، ومترجم، ومؤرخ، وأديب، وكاتب، وروائي باللغة الأردية، ومتخصص بالإقباليات أي بما يتعلق بالشاعر الإسلامي محمد إقبال من تراثه الأدبي والفكري، وإن له أسلوباً فذاً وفريداًفي اللغة الأردية، وبما أنه ترجم عدداً وفيراً من الكتب العربية والفارسية والإنكليزية إلى اللغة الأردية فذاك خير دليل على أنه كان يعرف هذه اللغات حق المعرفة، ويجدر بالذكر أن حكومة باكستان منحته وسام التميز الرئاسي في 14/ أغسطس 1966م تقديراً لخدماته.

مولده ونشأته:

اختلف كُتاب ترجمته في تحديد سنة مولده على أربعةأقوال، فيقول أقلهم: سنة 1907م، ويقول أكثرهم: سنة 1912م، وذهب كثير منهم إلى سنة 1914م، بينما يرى الواحد منهم أنه سنة 1915م، -والله أعلم بالصواب-، وذلك في أسرةٍ ذات عز وشرف في”لكهيم فور” من ولاية أترابراديش بالهند، ينتهي نسبه إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق رحمه الله، توفي والده السيد ناظر حسين وهو لم يتجاوز السادسة من عمره، فنشأ وتربى في بيت جدته من الأم بـ”خير آباد” بمديرية سيتافور من الولاية نفسها، وكان شاعر الخمريات الأردي الشهير رياض الخير آبادي الأخ الأكبر لجده من الأم، فشبَّ في كنفه واستفاد به الكثير. تعلم العلوم الإسلامية في دارالعلوم لندوة العلماء بلكناؤفي الفترة ما بين 1922م– 1930م، والعلوم العصرية في الجامعة الملية الإسلامية بدهلي عاصمة الهند خلال مدة 1930م – 1933م.ومن أبرز أساتذته في دارالعلوم لندوة العلماء الشيخ المحدث حيدر حسن خان الطونكي، والشيخ عبد الرحمن النغرامي، والشيخ شبلي الفقيه الأول، ومولانا حفيظ الله البندولي وغيرهم، رحمهم الله.

في مجال العمل:

منذ أيام دراسته، أصبح يكتب في مختلف الصحف والمجلات، في عام 1934م، عيَّنه مولانا شوكت علي صنوُ مولانا محمد علي جوهر مديرَ التحرير لصحيفة “خلافت” الأردية اليومية التي كانت تصدر عن مدينة ممبائي، وبعد وفاة مولانا شوكت علي أصبح مدير التحرير للصحيفة اليومية “هندوستان” و”انقلاب” الصادرة عن لاهور، وبعد أن انتقل إلى باكستان في يناير عام 1948م، عمل في عديدٍ من الصحائف كمدير التحرير أو نائب مدير التحرير لها، من بينها: الصحيفة اليومية “خورشيد”، و” زميندار”، و”المجلة الشهرية “رياض”، والمجلة الفصلية “ثقافت”، كما أنه كتب في الصحيفة اليومية “أنجام” أيضاً في آخر أيام حياته، وكذلك أسس مجمعاً باسم ” أكاديمية محمد علي” قبل وفاته ببضع سنوات.

أعماله الأكاديمية:

كان السيد رئيس أحمد الجعفري الندوي -كما قال الشاه معين الدين أحمد الندوي- سريع الكتابة وكان يكتب كتبا ضخمة في عدة أيام، و-كما سبق- إنه صاحب أسلوب فريد في اللغة الأردية، تتجاوز كتبه ثلاثمأة كتابٍ بين تأليف وترجمة وقصة ورواية، فلا يتحمل هذا المقال الصغير أن يستوعب جميع كتبه، فأذكر عدداً منها. ومن بينها: “رسالت مآب صلى الله عليه وسلم (الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم)، “سيرة محمد علي” وهو في سيرةمولانا محمد علي جوهر، وهو أول كتابٍألَّفهالسيد الجعفري وكسب الشهرة به، ألَّفهعام وفاة مولانا محمد علي جوهر عام 1931م. و”واجد علي شاه اور ان كا عهد” (واجد علي شاه وعهده)”، و”بهادر شاه اور ان كا عهد (بهادُر شاه ظفر وعهده)”، و”قائد اعظم اور ان كا عهد ( القائد الأعظم محمد علي جناح وعهده)”، و”اقبال اپنے آئینے میں (إقبال في مرآته)”، و” اقبال اور سياستِ ملي (إقبال والسياسة القومية)”، و”اقبال اور عشقِ رسول ( إقبال وحب الرسول)”، و”اقبال امام ادب (إقبال إمام الأدب )”، و”على برادران ( الأخوان جوهر علي وشوكت علي)”، و” آثارِ امام محمد وامام ابو يوسف ( آثار الإمام محمد وإمام أبويوسف )”، و”کاروانِ گم گشتہ ( الركب الفقيد )”، و”رندِ پارسا ( الخمري الذي لم يذق الخمر: وهو في سيرة الشاعر رياض الخير آبادي وبيان شعره)”، و”تاريخ خوارج” و”تاريخ تصوف (تاريخ التصوف)”، “امامت وسياست (الإمامة والسياسة)”، و”اسلام اور روادارى (الإسلام والتسامح)”، و”اورنگ زیب (أورنغ زيب (الملك الشهير))، و”ماهرين تعليم (خبراء التعليم)”، و”شهاب الدين غوري ( شهاب الدين الغوري: وهو أحد سلاطين الهند)”. ومن رواياته: “ہچکولے (تمايلات)”، و”باغي (المتمرد)”، و”تغلق (أحد سلاطين الهند)”، و”نفرت (الكراهية)، و”محبت كا انتقام (انتقام الحب)”، و”دل کے آنسو (دموع القلب (قصة قصيرة)، و” درد (الوجع)”، و” رابعه (وهي بطلة خيالية، وليست بالمرأة الصالحة الشهيرة)”، “گناہ (الذنب)”، و” يورش(الغارة )” و”شكارى (الصياد)”.ومن الكتب التي نقلها إلى الأردية: ” روح التعليم والتربية” لعطية الأبرشي باسم “فلسفۂ تعلیم وتربیت”، و”رحلات ابن بطوطة” باسم ” سفرنامه ابن بطوطه”، و”غزالى نامه” للأستاد جلال الدين الهمائي (أحد كُتاب اللغة الفارسية) ( وهو كتاب يغطي جميع جوانب حياة الإمام الغزالي وأعماله) بنفس العنوان، وكذلك “زاد المعاد في هدي خير العباد” لابن قيم الجوزية، و” نهج البلاغة” لأبي الحسن الشريف الرضي وشَرَحه، و”(India wins freedom)لأبي الكلام آزاد” باسم “آزادئ هند” ولخصه وبوبه واستدرك عليه، و”هارون الرشيد” للمؤرخ الدكتور عبد الجبار الجومرد بنفس العنوان، و”رنات المثالث والمثاني في روايات الأغاني لأبي الفرج علي بن حسين الأصبهاني”باسم “حكاياتِ اغانى” وغيرها من الكتب. وفي عام 1963م، بدأ يكتب سيرته الذاتية ولكن وافته المنية قبل إتمامها.

وفاته:

في 27/ أكتوبر 1968 م/ 1388ه، فوجئ السيدرئيس أحمد الجعفري الندويبنوبة قلبيةلم تعطه المهلة للعلاج وأسفرت عن موته في لحظات، وهو آنذاك في محطة لاهور بباكستان. ونقل جثمانه إلى كراتشي عبر الطيارة حيث دفن في مقبرة سوسائتي.رحمه الله رحمة واسعة.

×