كيف يؤدي العبد شكر ربه على نعمه؟
9 يناير, 2022حياة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
7 أبريل, 2022ما يسأل عنه العبد يوم الحساب
عبد الرشيد الندوي
عن أبي برزة الأسلمي نضلة بن عبيد رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبدٍ حتى يُسألَ عن عمُرهِ فيما أفناهُ، وعن علمِه فيما فعل، وعن مالِه من أين اكتسَبه وفيما أنفقَه، وعن جسمِه فيما أبلاهُ
تخريج الحديث: أخرجه الترمذي (2417)، والدارمي (537)، وأبو يعلى (7434)، والبيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى» (494)
ترجمة الصحابي: صاحب النبي – صلى الله عليه وسلم – نضلة بن عبيد على الأصح. وقيل: نضلة بن عمرو. وقيل: نضلة بن عائذ، ويقال: ابن عبد الله. وقيل: عبد الله بن نضلة. ويقال: خالد بن نضلة. روى عدة أحاديث. روي أنه كانت لأبي برزة جفنة من ثريد غدوة وجفنة عشية، للأرامل واليتامى والمساكين وكان يقوم إلى صلاة الليل، فيتوضأ، ويوقظ أهله – رضي الله عنه – وكان يقرأ بالستين إلى المائة. يقال: مات أبو برزة بالبصرة. وقيل: بخراسان. وقيل: بمفازة بين هراة وسجستان. وقيل: شهد صفين مع علي، يقال: مات قبل معاوية في سنة ستين وقال الحاكم: توفي سنة أربع وستين.
وقال ابن سعد: مات بمرو. قيل: كان أبو برزة وأبو بكرة متواخيين. (ملخص من سير أعلام النبلاء) روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ستة وأربعين حديثاً، اتفق الشيخان على اثنين، وانفرد البخاري باثنين، وانفرد مسلم بأربعة.
شرح الحديث: يصور هذا الحديث الشريف مشهدا هائلا من مشاهد يوم القيامة يشيب لهوله الولدان، ويمثل موقفا رهيبا مرعبا من مواقف يوم لا ريب فيه، ألا وهو موقف الحساب، وما أدراك ما موقف الحساب! موقف يقوم فيه العبد لرب العالمين، ويخرج له الكتاب كتابا يلقاه منشورا، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجد ما عمل حاضرا.
إن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لفت في حديثه أنظار الناس إلى أبرز أمور يسأل عنها كل امرئ، لكى يعد المسلم نفسه للإجابة عنها ويعيش عيشة تقية حذرة، فكأن هذه هي أسئلة الامتحان كشف عنها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قبل الامتحان نصيحة منه للناس وحرصا على نجاحهم ورأفة ورحمة بهم.
فحري بنا أن نحاسب أنفسنا في الدنيا بالنسبة لهذه الأسئلة خاصة لكى يسهل حسابنا في الآخرة، يجب علينا أن ننفق أعمارنا فيما يرضي الله سبحانه وتعالى، وإنما العمر عبارة عن السنين والشهور والأيام والساعات واللمحات التي يعيشها الإنسان في الدنيا، فعلينا أن نضن على أوقاتنا أن يمضي شيء منها في غير طاعة الله أو يضيع سدى وعبثا، ويلزمنا أن نعمل بعلمنا، ونعلمه الناس وندعو إلى الله عز وجل في ضوئه، وكذلك من اللازم أن نحتاط في كسب المال، وأن لا يقع في أيدينا إلا من حلال، ثم لا نبذره تبذيرا ولا نسرف فيه بل ننفقه في محاب الله تعالى ومراضيه ونؤدي الحقوق إلى أهلها، وكذلك يجب أن نتقي الله تعالى في هذا الجسم الذي خوله الله تعالى لنا مشتملا على السمع والبصر والفؤاد والجوارح الغالية والحواس القيمة أن نستخدمه في عبادة الله تعالى ونفع الخلائق ولا نكتسب بأي حاسة أو جارحة إثما، وأن لا نخون أمانة الله فيها، ولا نمارس عادة، ولا نعمل عملا يسيئ إلى هذا الجسم الصحيح الحسن الجميل، أو يضعفه ويوهنه، أو يشينه، أو يضره أي ضرر.