لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
2 يناير, 2019فقدناه ونحن في أشد حاجة إليه
2 أبريل, 2019أخونا الحبيب محمد واضح رشيد الحسني الندوي إلى رحمة الله تعالى
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
فنشكر الله تعالى على مننه الكثيرة التي نتكرم بها في مجالات الحياة المختلفة، منها: عمل تربية الأذهان على أقدار الخير، وقيم الفضيلة، والأخلاق الإنسانية، وصالح الأعمال، وعلى إعداد النفوس لما فيه خير الإنسان وصلاحه، ولحياة التعاون والفضل، ومنها هذه الصحيفة “الرائد” التي تقوم منذ عام 1959م، ونالت خلال خدمتها للفكرة الإسلامية السليمة في هذه المدة، التقدير والقبول من القراء، وقد حدثت خلال هذه المدة أحوال حسنة، وأحوال سيئة، وقد تناولت الصحيفة معالجة القضايا الإسلامية والمشاكل الإنسانية بكتابات محرِّريها، وفي مقدمتها المحرِّرون المسئولون، وقد شغل منصب رئاسة التحرير فيها منذ مدة طويلة شقيقي الحبيب إلى القلب فضيلة الشيخ محمد واضح رشيد الحسني الندوي، وهو متخصص في الأدب العربي، والتاريخ، والحضارة الغربية، وقضايا الفكر الإسلامي، والغزو الفكري، والأفكار والأيديولوجيات الغربية القديمة والحديثة، ودراسة الأحوال العالمية والأفكار والاتجاهات المعاصرة إيجاباً وسلباً من الناحية الإسلامية، وكان خبيراً في هذه المجالات، يستفيد به القراء، ويقدرونه تقديراً بالغاً، ونالت بذلك الصحيفة قبولاً للرأي السديد فيها، وقد توسع في عهده نطاقُها، وتنوعت موضوعاتُها،كما تربَّى على يده جيل حامل للفكرة الإسلامية السليمة.
وكان يؤدى دوراً مهماً في ترشيد الصحوة الإسلامية، وإعداد الجيل، وتنبيه المسلمين، وتوجيه الحركات والنشاطات الإسلامية، وكشف الغطاء عن المخططات الغربية، والمؤامرات العالمية ضد الإسلام والمسلمين من خلال كتاباته وبحوثه ومقالاته وآرائه السديدة، ولكن تقدير الله تعالى شاء أن يلبي نداء ربه، فانتقل إلى رحمة الله تعالى بعد مرض قصير مستبشراً بوعد الله تعالى: “يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي” [الفجر:27-30].
وكان ذلك خسارة للصحيفة والمستفيدين منها،وقد اعترف بذلك كثير من المستفيدين بآرائه السديدة وتوجيهاته الرشيدة وتحليلاته الدقيقة الواعية للأوضاع والأحداث المحلية والعالمية،وقد خسرت أسرة الصحيفة بذلك خسراناً بوقوع النقص فيما يقوم به في أداء واجبها نحو الحياة والإنسان والكون، وتخص هذه الخسارة بنفسي لكونه شقيقي الحبيب إلى القلب.
ولقد كان الفقيد الكريم عالماً ومفكراً، ومربياً ومعلماً، وأديباً وموجهاً،ومحللاً صحفياً معروفاً في أوساط العلم والأدب والثقافة والفكر والصحافة بآرائه الصائبة وتحليلاته القيمة للشؤون العالمية وكان يفيد بها في مجالات التعليم والتربية والصحافة والفكر والثقافة والأدب والتاريخ، فجاءت وفاته بالأسف والأسى، إنا لله وإنا إليه راجعون.
ستنشر هذه الصحيفة من مقتبسات مما كتب أو يكتب المعترفون بشخصيته الفذة من انطباعات وكلمات ومقالات حول جوانب مختلفة لهذه الشخصية العلمية الحبيبة إلى النفوس، ندعو الله تعالى له الأجر والمثوبة في الآخرة، وندعو أن يلهم الله أهله وذويه وأصدقاءه والمتصلين به الصبر والسلوان، والله ولي التوفيق.
محمد الرابع الحسني الندوي