ندوة فقهية ليومين في ندوة العلماء

لا ينبغي للقضاء أن يصبح أداة لتحقيق أغراض سياسية
10 ديسمبر, 2024
وارث خان: قصة وحدة وإنسانية في وجه التفرقة والكراهية
25 ديسمبر, 2024

ندوة فقهية ليومين في ندوة العلماء

سعد مبين الحق

“تتغير ظروف العالم بوتيرة متسارعة بفضل التطورات المستمرة في العلم والتكنولوجية مما يتطلب من العلماء مواجهة التحديات الجديدة، ففي ظل ما يواجهه الجيل الجديد من شكوك وشبهات حول الدين،ومحاولات الأعداء لابعاده عن الدين، يجب على العلماء إحقاق الحق وإبطال الباطل وإزالة الشبهات المثارة، وإدراك التطورات المعاصرة ومتطلبات العصر، وتقديم حلول ناجعة للمسائل المستحدثة والقضايا المستجدة بأسلوب سهل ييسر فهم الدين “.

صرح بذلك الرئيس العام لندوة العلماء فضيلة الشيخ السيد بلال عبد الحي الحسني الندوي في كلمته الرئاسية في ندوة فقهية عقدها “مجلس البحوث الشرعية لندوة العلماء” في قاعة المحدث الشيخ حيدر حسن خان التونكي بدار العلوم لندوة العلماء، وذلك يومي السبت والأحد24–25 / جمادي الأولى 1446هـ وقد جرت هذه الندوة الفقهية يومين تخللتهما جلسات متعددة بحثت فيها قضايا متنوعة، منها “التلقيح الصناعي للحيوانات”، “وبيع المعدوم بصوره المعاصرة”، و”التيسير في الفقه الإسلامي ومتطلبات العصر”، وفي الختام قدمت توصيات وقرارات، وشارك في هذه الندوة الفقهية عدد ملحوظ من العلماء وأصحاب الفقه والفتيا من داخل البلاد وخارجها، كما شارك فيها عدد وجيه من أساتذة الدار، والطلبة الدارسون في قسم الفقه.

وأضاف فضيلته قائلا وهو يرأس الجلسة الإفتتاحية: “الكتاب والسنة هما مصدرا الدين الأساسيان، فهما يحتويان على الأحكام والمبادئ التي يحتاجها المسلم لحل ما يهمه من مسائل وقضايا إلى قيام الساعة، والاجتهاد في المستجدات يحتاج إلى اعتدال وتوازن، أي يجب الأخذ بالنصوص مع الالتزام بفهم السلف.”

وصرح سعادة الأستاذ الشيخ عتيق أحمد البستوي سكرتير مجلس البحوث الشرعية في تقريره السنوي: “إن الاجتهاد الجماعي في المستجدات له جذور عريقة، وليس أمراً جديداً، وهو مهمة جليلة تستلزم علماء وفقهاء يجمعون بين خشية الله وفهم ضرورات العصر، مع التعمق في الأدلة الشرعية والقدرة على الاجتهاد”.

وفي الجلسة الإفتتاحية التي أدارها الأستاذ ظفر عالم الندوي تحدث كل من فضيلة الشيخ محمد زكريا السنبهلي الندوي (عميد كلية الشريعة وأصول الدين بدار العلوم لندوة العلماء) والدكتور إقبال مسعود الندوي والدكتور سعيد الرحمن فيضي الندوي (هما من كندا) والشيخ رحمة الله الكشميري، والقاضي الشيخ مشتاق علي البوفالي الندوي(رئيس القضاء الشرعي ببوفال) والدكتور إمام عمر صوبيدار (من كندا) والشيخ إمام محمد ولي الله (من أمريكا) وأكدوا على أن “الاجتهاد يحتاج إلى البحث العميق مع الفهم الدقيق، وهي مهمة لا يستطيع أداءها إلا الراسخون في العلم الشرعي”، وأضافوا أن “ندوة العلماء من ميزاتها التوسع الفقهي، والحقيقة أننا نحتاج الآن إلى إحياء هذا الفقه المتزن. كذلك، فإن جهود مجلس البحوث الشرعية في معالجة القضايا والمستجدات تستحق التقدير والإشادة “.

ثم انعقدت الجلسة الثانية برئاسة الشيخ رحمة الله الكشميري حول موضوع “التلقيح الصناعي للحيوانات” حيث أكد في كلمته الرئاسية على: “أن التلقيح الصناعي للحيوانات يُعد من القضايا الشائكة في العصر الحاضر وهو بحاجة إلى دراسة دقيقة من الفقهاء، وينبغي للمسلمين أن يكون لهم دور ريادي في تقديم غذاء صحي ونقي، بعيداً عن أي إضافات نجسة، مسترشدين بهدي

 

الإسلام”. أدار هذه الجلسة الأستاذ رحمة الله الندوي كما قدم الدكتور فهيم أختر الندوى (حيدرآباد) ملخصا للمقالات الفقهية المقدمة حول الموضوع.

عقدت الجلسة الثالثة حول موضوع “بيع المعدوم بصوره المعاصرة”، برئاسة الشيخ أختر إمام عادل القاسمي، وأدار الأستاذ محمد نصر الله الندوي الجلسة، بينما قدم الشيخ المفتي راشد حسين الندوي ملخص المقالات المقدمة. وفي الختام أوضح رئيس الجلسة أن: “بيع المعدوم غير مشروع في أصلا، لكن مع تغير الظروف وظهور الضرورات، توسع الفقهاء في الحكم وأجازوا بعض المعاملات التي لا يكون فيها المبيع موجوداً في الحال، لتخفيف الحرج وتجنب المشقة عن الأمة وتيسير شؤونها”.

وجرت الجلسة الرابعة على موضوع “التيسير في الفقه الإسلامي ومتطلبات العصر” برئاسة الدكتور إقبال مسعود الندوي، وأدارها الأستاذ منور سلطان الندوي، فيما قدم الأستاذ ظفر عالم الندوي ملخص المقالات المقدمة، وأكد الدكتور إقبال مسعود الندوي في كلمته الرئاسية أن “التيسير هو اختيار الخيار الأسهل من بين أمرين مباحين”. وأشار إلى أن “العديد من القضايا المهمة تبقى مجهولة لدى الناس في الدول غير المسلمة، مما يجعل من الضروري توسيع دائرة الفقه في هذا المجال والبحث عن سبل للتسهيل حتى لا تقع الأمة في مشقة أو حرج”.

اختتمت وقائع الندوة بجلسة مخصصة للمناقشة وتقديم التوصيات، وترأسها الأمن العام لهيئة قانون الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند الشيخ محمد فضل الرحيم المجددي الندوي، وأدار الجلسة الدكتور فهيم أختر الندوي،و قرأ التوصيات على العلماء الحضور، التي تمت الموافقة عليها بعد مناقشة مستفيضة.

خلال هذه الجلسة، أعرب العديد من المشاركين عن انطباعاتهم، وأشادوا بالدور الكبير الذي يقوم به مجلس البحوث الشرعية لندوة العلماء من خلال تنظيم مثل هذه الندوات الفقهية التي تسهم في إيجاد حلول عملية للمشكلات ومعالجة القضايا الجديدة وقدّم الأستاذمحمد كمال أختر الندوي كلمات الشكر.

وشارك في الجلسة الختامية فضيلة الأستاذ جعفر مسعود الحسني الندوي الأمين العام لندوة العلماء، وسعادة الشيخ عبد العزيز البَهتكلي الندوي نائب مدير دار العلوم لندوة العلماء،وسعادة الشيخ خالد الغازيفوري الندوي، والدكتور أبو سبحان روح القدس الندوي وغيرهم.

وبهذه المناسبة تم إصدار مجموعة مقالات الندوة الفقهية السابقة مثل: “معيار نصاب الزكاة وضم النصاب”، “دخول النساء في المساجد”، “قضية الصلاة في الأماكن العامة”، وكتب أخرى بالإضافة إلى إصدار العدد الأول من المجلة الفصلية للمجلس.

×