مكتب رابطة الأدب الإسلامي العالمية لشبه القارة الهندية يعقد ندوته الأدبية السنوية الأربعين في مدينة جيفور

مسلم يستكمل 4 سنوات في السجن وسط رفض متكرر لطلبات الإفراج بكفالة
21 نوفمبر, 2024
اجتماع استشاري للمدارس التابعة لندوة العلماء
10 ديسمبر, 2024

مكتب رابطة الأدب الإسلامي العالمية لشبه القارة الهندية يعقد ندوته الأدبية السنوية الأربعين في مدينة جيفور

د/ محمد وثيق الندوي

عقدت رابطة الأدب الإسلامي العالمية لشبه القارة الهندية ندوتها الأدبية السنوية (الأربعين) في جامعة الهداية بجيفور في الفترة ما بين 15-17/ نوفمبر 2024م برئاسة فضيلة الشيخ الأستاذ جعفر مسعود الحسني الندوي النائب الأول لرئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية ورئيس مكتبها لشبه القارة الهندية.

وقد جرت وقائع الندوة الأدبية ثلاثة أيام، تخللتها أربع جلسات قدم فيها نحو 100 مقال حول الموضوع ” الشيخ محمد عبد الرحيم المجددي: حياته وأعماله ومواعظه” وقد حضرها أكثر من مائة مندوب من مختلف الجامعات العصرية والمدارس الإسلامية المنتشرة في أنحاء البلد المختلفة، وكان فيهم الأدباء والشعراء والكتاب والمؤلفون، ورؤساء وعمداء كليات الأدب واللغة، ومن أبرزهم فضيلة الشيخ بلال عبد الحي الحسني الندوي الرئيس العام لندوة العلماء بلكناؤ، وفضيلة الشيخ محمد فضل الرحيم المجددي الندوي رئيس جامعة الهداية وهو داعي هذه الندوة الأدبية، والبروفيسور محمد محسن العثماني الندوي، وسعادة الأستاذ محمد إقبال مسعود الندوي (كندا)، والأستاذ عمير الصديق الندوي أمين عام لمكتب الرابطة لشبه القارة الهندية،والبروفيسور وسيم أختر رئيس جامعة إنتغرال بلكناؤ، والبروفيسور نسيم أحمد خان من جامعة عليجراه الإسلامية، والدكتور محمد حسان خان الندوي أمير دار العلوم تاج المساجد ببوفال، والبروفيسور سعود عالم القاسمي من جامعة عليجراه الإسلامية، والبروفيسور وارث مظهري من جامعة همدرد بدلهي، والأستاذ سعيد فيضي الندوي (كندا) والدكتور فهيم أختر الندوي من جامعة مولانا أبي الكلام آزاد الأردية بحيدرآباد، والدكتور صبا إسماعيل الندوي من كولكاتا.

وأما موضوع الندوة ” الشيخ محمد عبد الرحيم المجددي: حياته وأعماله ومواعظه” فكان الشيخ المجددي رحمه الله من كبار المربين ورجال التوجيه والإرشاد الديني في الهند، انتفع به كثير من المسلمين في منطقة واسعة من الهند، وخاصة منطقة راجستهان وغجرات، فقد عاش حياة حافلة بجهود التعليم والتربية الدينية، وأسس جامعة إسلامية في مدينة جيفور بولاية راجستهان باسم “جامعة الهداية “جمعت بين العلوم الدينية والعلوم العصرية، فقد كان يهدف من ذلك إلى جمع الجانبين للناشئة المسلمة.

تلقى الشيخ المجددي العلوم والطريقة من جده الشيخ هدايت علي، وحصل على الدراسة العالية والعليا في “فرنجي محل” في مدينة لكناؤ، وكان ذا صلة بندوة العلماء، وبرئيسها الأسبق الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي، ودامت صلتُه هذه به طول حياته، فقد كان يستشيره ويستفيد من آرائه في جهوده وأعماله.

وكان جده الشيخ هدايت علي عالمًا ربانيًا كبيرًا، قام بالدعوة الإسلامية وبإيجاد الوعي الديني الإسلامي في المسلمين الذين تفشت فيهم الجهالة والأمية، وبذل جهودًا كبيرة أتت نتائجها حسنة، وخلفه بعد وفاته حفيدُه الشيخ عبد الرحيم المجددي في هذا المجال، فكان من العلماء العاملين والمشائخ الربانيين الذين حملوا راية الدعوة الإسلامية بجد وإخلاص، ودحضوا الأباطيل، وقمعوا البدع والمنكرات، وأصلحوا النفوس، وربوا الأجيال، وخلقوا أجواء صالحة، وكان يقوم بجولات واسعة في البلد للتعرُّف على أحوال المسلمين، وأوضاعهم، ويبذل أقصى جهده فيما ينفعهم في دينهم، فيستفيد الناس من صحبته وخطبه ومواعظه، وتغيرت حياة كثير من الناس بتربيته وجهوده الدعوية والإصلاحية.

وكان متحليًا بالصفات الطيبة والأخلاق المرضية النبيلة من اللين والرفق، والحلم والأناة، والتواضع واحترام العلماء ورجال الدين مع أنه كان على قمة عالية من العلم والدين، توفي 22/رجب سنة 1414هـ المصادف 5/يناير 1994م. رحمه الله تعالى.

عقدت الجلسة الافتتاحية بعد صلاة المغرب مباشرة يوم الجمعة (15/11/2024م) تحت رئاسة فضيلة الشيخ بلال عبد الحي الحسني الندوي الرئيس العام لندوة العلماء الذي تحدث بهذه المناسبة، وألقى ضوءًا كاشفًا على إنشاء رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وعالج فضيلته الدور القيادي الذي لعبه سماحة الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي في هذا المجال وتصوُّره عن الأدب ودورِه في الحياة، وقال: إن سماحة الشيخ أبا الحسن علي الحسني الندوي هو في الواقع أبو عذرة هذه الفكرة الطيبة التي قدمها في مقال له نشرته مجلة اللغة العربية التي كان يصدرها مجمع اللغة العربية (بدمشق) الذي اختارته سماحة الشيخ الندوي عضوًا فيه عام 1957م، ثم توسعت هذه الفكرة،ونالت القبول، وتلقاها أدباء العرب، وفي مقدمتهم الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا، وآخرون من أساتذة الجامعات العربية، وأضاف قائلاً: إن الأدب ليس منحصرًا في كتابات الأدباء فحسب، بل قد حفظ التاريخ لنا ثروة غنية من كلام أهل القلوب من الصالحين العاملين بالشريعة، الخاشعين لله، المحاسبين لأنفسهم، والزاهدين في حياتهم، وإن قصص تأثير مواعظهم على قساة القلوب، وعملها في صقل القلوب وجلائها معروفة مسجلة في كتب التراجم التي أغفلها المعنيون بالأدب عامة،فلهم كلام رصين، وحكم تحمل التأثير في النفوس رغم مرور قرون من صدورها أو تأليفها، فيها تعبير عن الأعمال النفسية، وأحوال القلوب وخطراتها وأخطارها وعلاجها،ما يؤثر على القلب والوجدان والشعور، ويغير مجرى الحياة.

وقال: قد أنجبت الهند أيضًا علماء وصالحين وأهل قلوب نيرة،تتسم مواعظهم وكلامهم بروعة البيان، وجمال العبارة، وفصاحة اللفظ وجزالته، وبلاغة القول ونصاعته، ومنهم الإمام الرباني الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي مجدد الألف الثاني (م1034هـ)، وهو من أقوى المشايخ تأثيرًا على القلوب، وكان لرسائله تأثير عجيب، ولا تزال رسائله تحتفظ بذلك التأثير الذي يرقق القلوب، ويستميل النفوس، وهي من أقوى الرسائل تأثيرًا، ولها قيمة أدبية، فقد أحدثت هذه الرسائل انقلابًا في الحياة في ذلك العصر، ولا تزال تؤثر في نفوس القراء.

فإن الحاجة تمس إلى أن نبحث عن نماذج أدبية طيبة مغمورة في بطون الكتب المؤلفة في الموضوعات التاريخية والعلمية، ونقدمها إلى شبابنا وجيلنا الناهض، كما تمس الحاجة إلى تفعيل رابطة الأدب الإسلامي وتنشيط فعالياتها لعرض الأدب النزيه الملتزم بالقيم الإنسانية الصالحة والمثل الخلقية التي يحتاج إليها المجتمع الإنساني اليوم.

وفي مفتتح الجلسة الافتتاحية قدم فضيلة الشيخ محمد فضل الرحيم المجددي الندوي بصفته رئيس لجنة الاستقبال، كلمة ترحيب عالج فيها خلفية إنشاء “جامعة الهداية” ومنهجها الدراسي الجامع وما يتميز به من خصائص،وألقى الضوء على شخصية والده الجليل الشيخ محمد عبد الرحيم المجددي ومزاياه ومنجزاته في مختلف مجالات الحياة،واستقبل الضيوف الوافدين من أنحاء البلد المختلفة، ثم تحدث عدد من المندوبين وأبدوا انطباعاتهم الطيبة عن هذه الندوة الأدبية، فممن تحدثوا، الدكتور محمد إقبال مسعود الندوي، والدكتور سعيد فيضي الندوي، والبروفيسور وسيم أختر، والبروفيسور نسيم أحمد خان، والدكتور فهيم أختر الندوي والشيح حسن محمود القاسمي وغيرهم.

وفي مفتتح الجلسة قدم الأستاذ عمير الصديق الدريابادي الندوي الأمين العام لمكتب رابطة الأدب الإسلامي العالمية لشبه القارة الهندية، تقريره السنوي عن نشاطات الرابطة في الهند الذي قرأه في الجلسة الأستاذ إقبال أحمد الندوي.

وفي ختام الجلسة الافتتاحية قدم سعادة الشيخ الأستاذ جعفر مسعود الحسني الندوي رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية لشبه القارة الهندية،كلمته الرئاسية، فاستعرض أهداف الرابطة ومنجزاتها ودورها في تقديم الأدب البناء الملتزم، كما ألقى الضوء على موضوع الندوة (الشيخ محمد عبد الرحيم المجددي حياته ومواعظه) فقال إن مواعظ العلماء ذوي القلوب النيرة والصالحين تعتبر من أروع النماذج الأدبية لما تحمل فيها من روعة بيانية وتأثير قوي وعاطفة جياشة قوية، وإن هذا التأثيـر الخلاب في كلام العلماء الربانيين و الصالحين مصدرُه الحب الغامر والعشق الذي كان يغمر قلوبهم، وتأثيـر ذكر الله، والإخلاص معه في السر والعلن، والعاطفة الجياشة التي كانت تنفخ الروح في كلامهم والعذوبة في لسانهم، فإن الحب يسخر القلوب، ويرقق النفوس،فكان هذا التأثير في كلامهم يرجع إلى صفاء قلوبهم، ومجاهدة النفوس، ومكابدة نزعاتها، وحفظ القلوب عن طوارق الغفلات، وهواجس الخطرات، والزهادة عن كل ما يلهي عن ذكر الله، والاعتناء الزائد بالطيب.

وأضاف قائلاً إن من أهداف الرابطة، التعريف بمثل هذه الشخصيات الإسلامية التي لا تعد في زمرة الأدباء المحترفين، ولكن كتاباتهم تتصف بالأدب والتأثير والروعة الأدبية والجمال الأدبي.

وفي الأخير قدم الأخ الفاضل حبيب الرحيم المجددي الندوي كلمة الشكر، وأدار الجلسة الافتتاحية الأستاذ محمد عارف جنيد الندوي.

وفي اليوم التالي 16/ نوفمبر 2024م بدأت سلسلة جلسات تقديم المقالات والبحوث، فعقدت الجلسة الأولى في الساعة العاشرة والنصف صباحًا واستمرت ساعتين، وقدم فيها أكثر من عشرين مقالاً، ورأس الحلسة الدكتور محمد إقبال مسعود الندوي، وأدارها الدكتور فهيم أختر الندوي، وتحدث فيها البروفيسور محمد محسن العثماني الندوي كضيف شرف، وعالج دور الرابطة في تقديم الأدب الصالح البنّاء وخاصة أوضح دور سماحة الشيخ أبي الحسن الندوي في مجال تقديم الأدب الإسلامي، ثم عقدت الجلسة الثانية في الساعة الثانية عشر والنصف واستمرت ساعتين، وقدمت فيها عشرون مقالة، وعقدت الجلسة الثالثة لتقديم المقالات بعد صلاة المغرب مباشرة تحت رئاسة الشيخ محمد فضل الرحيم المجددي الندوي، وأدار الجلسة الدكتور صبا إسماعيل الندوي.

ثم انعقدت الجلسة الختامية في الساعة التاسعة والنصف ليلاً تحت رئاسة رئيس الرابطة الأستاذ جعفر مسعود الحسني الندوي وأدار الجلسة الأستاذ عمير الصديق الدريابادي الندوي الأمين العام للرابطة، ففي بداية الجلسة تمّ تدشين كتابين مهمين، أحدهما بالأردية وهو “الشيخصيات النابغة” للأستاذ محمد واضح رشيد الحسني الندوي رحمه الله، وقد اعتنى به د/محمد وثيق الندوي، والكتاب الثاني “الإسلام ضالة العالم” للكاتب الإسلامي المرحوم محمد الحسني منشئ مجلة البعث الإسلامي، وهذا الكتاب في الواقع يشتمل على افتتاحيات كتبها الأستاذ محمد الحسني في مجلة البعث الإسلامي، وطبعت في مجلدين، وبهذه المناسبة تحدث فضيلة الشيخ محمد فضل الرحيم المجددي الندوي وألقى الضوء على خلفية نشر وطبع هذه الافتتاحيات، وبين شغفه الشديد بقراءته لها، ثم تحدث البروفيسور محسن العثماني الندوي وأبدى انطباعه حول كتاب “الإسلام ضالة العالم” كما شدد على ضرورة تفعيل الرابطة وتقديم الأدب الصالح أمام الناس، ثم تحدث الأستاذ جعفر مسعود الحسني الندوي وأهاب بالحضور أن يساهموا في نشاطات الرابطة وفعالياتها ويقدموا رسالة الأدب الإسلامي بقوة، ثم تحدث الشيخ بلال عبد الحي الحسني الندوي، وألقى الضوء على أهمية الأدب الإسلامي وحاجة الإنسانية إليه، واختتمت فعاليات هذه الندوة الأدبية الأربعين بدعائه.

وفي اليوم الثالث نظم منظمو هذه الندوة الأدبية زيارة الآثار والأماكن التاريخية في مدينة جيفور وهي معروفة بالمدينة الوردية، فقام المشاركون في الندوة بزيارة الآثار التاريخية والتنزُّه والترفيه والترويح عن النفس، وقدمت خلال جلسات الندوة قصائد بالأردية والعربية في المديح النبوي.

×