حسن وصديقه الأرنب

رحلة ثقافية ترفيهية
17 يناير, 2024
رب أخ لك لم تلده أمك
17 يناير, 2024

حسن وصديقه الأرنب

شاداب إبراهيم

بجانب النهر ميدان، كان ينخفض الماء أحياناً ويفيض. وكانت الأسماك تطفو على الماء، وأطفال القرية الصغار والكبار يتوجهون إليه بعد عطلة المدرسة ويلعبون ويصيحون ويجرون إلى ساعات ثم يثبون في النهر ويسبحون ويخوضون ويغتسلون.

وكان حسن أيضًا يريد أن يسبح في النهر ويطرب مع الأطفال الآخرين لكنه يرجع إلى بيته بعد اقتلاع الكتلا لأرنبه وأرنبه جميل ولونه بين الأبيض والأسود والأحمر، وكان حسن أصغر من الآخرين ويلعب معهم كثيرا حتى يطمئن قلبه لكن عند الوثبة والاغتسال في النهر ما تجرأ، وخارت قواه، وقد علم جميع الأولاد بذلك في المدرسة بعد أيام وجعل يُعرف بجبنه ويطعنونه حتى لايزال ييأس دائماً، فيوماً كان يعلف أرنبه وهو يائس ساكت لا يتكلم شيئاً فقال له أرنبه بعد ما رأى من آثار اليأس والحزن عليه.

يا صديقي الحبيب ألا أزال أرى منذ خمسة عشر يوماً آثار اليأس والحزن عليك. ماذا حدث؟ لماذا أنت يائس ولماذا لا تنطق شيئاً وتسكت دائماً؟

أنطق أنا.

لا…. لا….. أنت تكتمنى شيئاً.

يا صديقى ما تقول أنت؟ لا اكتمك شيئاً: قال حسن مبتسماً خفيفاً.

لا تكذب يا أخي! تكت مني شيئاً أنت قل لي، استمر الأرنب في مقالته.

لا أريد أن أقول لأحد لكن أنست صديقي الحميم لذلك أقول لك. لا تضحك علي والآخرون يضحكون علي.

لماذا؟ لماذا يضحكون عليك؟ وثب الأرنب قائلاً:

ما أقول لك ياصديقي الحميم، يلعب جميع الأولاد بعد عطلة المدرسة في الميدان وأنا ألعب معهم أيضاً ويغتسلون في النهر بعد اللعب لكن لا أتجرأ للاغتسال معهم لأنني أصغر منهم وأرجع إلى بيتى مخافة الغرق خلال الاغتسال لذلك يطعنونى فى المدرسة وأنا أكره ذلك.

لذلك أنت يائس لكن أنت على خطأ تام.

كيف أنا على خطأ وكلهم أكبر مني أنا أغرق بينهم.

كيف تغرق أنت ؟ هل تتجرأ أنت يوماً ما. قال الأرنب.

كيف لا أغرق….؟ أجاب حسن.

أنا أخرج أيضاً إلى الميدان بعد ذهابك إلى المدرسة للارتعاء، هناك بقرات وجواميس وأغنام وأنا أرتعى بينهم وكلهم أكبر منى ولا أخاف منهما فلماذا تخاف؟ قال الأرنب وهو ينصحه.

تذهب أنت أيضاً إلى الميدان… ؟ قال حسن متعجاً.

نعم نعم….. أذهب أنا وأرجع بعد الارتماء، لذلك عليك أن تتجرأ وتسعى كما قال الله عز وجل: “وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى” [النجم:39–40].

×