عبد الرشيد الندوي

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: المُؤمِنُ القويُّ خيرٌ وأحَبُّ إلى اللهِ مِن المُؤمِنِ الضَّعيفِ، وفي كلٍّ خيرٌ، احرِصْ على ما ينفَعُكَ، ولا تَعجِزْ، فإنْ غلَبَكَ أمرٌ فقُلْ: قدَرُ اللهِ وما شاءَ فعَل، وإيّاكَ واللَّوَّ؛ فإنَّ اللَّوَّ تفتَحُ عمَلَ الشَّيطانِ.

تخريج الحديث: أخرجه مسلم (2664)، وابن ماجه (4168) واللفظ له، وأحمد (8777)، والنسائي في الكبرى (10457).

شرح الحديث: ان هذا الحديث الشريف مشتمل على توجيهات قيمة، وإرشادات غالية، وحث على الجد، والعمل، والسعي، والكيس، والحزم، والحذر من التواني، والكسل، وسوء التدبير في أمور الدين والدنيا، وأخذ العدة، والأسباب، مع الاستعانة بالله سبحانه وتعالى، واللجوء إليه في كل صغير وكبير.

يقول صلى الله عليه وسلم: إن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وذلك يعم كل نوع من القوة، فذلك دليل على أن الإسلام لا يريد من الناس أن يتظاهروا بالضعف والخور والاستكانة بل يريد أن يكونوا مفعمين نشاطا وحماسا وقوة وممتلئين حيوية وفاعلية ومتدفقين فتوة وشجاعة.

ثم يوجه نبي الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى السعي والعمل والحرص على الخير في الدنيا والآخرة وبذل الوسع وإفراغ الطاقة فيما يقوم به المرء من عمل يعود عليه بالفوائد في نفسه وماله وأهله مع الحذر والحيطة من كل ما يفشل جهده ويحبط مساعيه.

ثم يرشد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم إلى أن لا ينسى الإنسان مع ذلك كله الاتصال بالله سبحانه وتعالى والاستعانة به والرجوع إليه ودعائه، فإنه بدون ذلك لا يمكنه النجاح والفوز في أي مشروع.

ثم يوجه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى التفويض والتوكل على الله والرضاء بقضائه إن أصابه أي سوء ومكروه، وأن يترك الأسف والجزع وتقليب الكف على ما حدث، وعلى كل فهذا الحديث يصلح أن يكون مبدأ حياة المؤمن ومنطلقا في نشاطاته وأعماله.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.