منظومة الأخلاق الرادعة
21 أغسطس, 2025الدكتور محمود الطَّناحي وكتابه “تاريخ نشر التراث العربي” (1)
21 أغسطس, 2025الغفلة عن الموت
السيد أمين أحمد الحسني الندوي
إن القرآن الكريم يوضح لنا حقيقة الدنيا ويبين لنا أن المومنين الصالحين لا يريدون حياة الدنيا بل بين لنا ان الانسان ينقسم إلى قسمين قسم دنيوي وقسم أخروي، قسم دنيوي يعني أنه يريد حياة الدنيا وزخرفها وأن القسم الآخر يريد لقاء الله تبارك وتعالى، خلق الله تبارك وتعالى الإنس والجن لعبادته فقال: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون وأن الكائنات كلها خلقت لهما فقال: وسخر لك مافي الأرض جميعا. لأن الله تبارك وتعالى يريد أن الإنس والجن يعبدانه ويسجدان له وبعث الله الأنبياء والرسل لإصلاح البشر.
ولكن الإنسان نسى نفسه ومصيره ويقضى حياته لاهيًا، يبنى قصورا في ذهنه ويفرح ويشيد المنازل ويشيد القلاع ويملاء الأرض بالصناعات ويتفاخر وتعجبه هذه الصناعات وهذه المفخرة وهو نسى رب هذه الصناعات والدنيا، وهذا العلم اعطاه الله تبارك وتعالى وسمحه للإنسان باستخدام معادن الأرض وزخارفها.
هذه حال الدنيا وحال الإنسان أكرمه الله تبارك وتعالى للاستخلاف في الأرض
﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [الأنعام: 32
قال ابن كثير: “يقول تعالى مخبراً عن حقارة الدنيا وزوالها وانقضائها، وأنها لا دوام لها، وغاية ما فيها لهو ولعب”.
وعن عبد الله قال: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثّر في جنبه، فقلت: يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء، فقال: “مالي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها” رواه الترمذي.
وعن أبي هريرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن الدنيا ملعونة ملعون من فيها إلا ذكر الله” رواه الترمذي.
هذه حال الدنيا، لا راحة فيها ولا اطمئنان ولا ثبات فيها ولا استقرار، ولكن الناس يفرحون ويلعبون وينسون الله تبارك وتعالى وهم يظنون أنهم يعيشون فيها حياة دائمة وحياة للأبد هذه حقيقة الانسان.
قال الله: “قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” [الجمعة: 8]
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم اذكروا هاذم اللذات يعني الموت.
الإنسان في هذه الدنيا لا يأتي بإرادته، ولا يرحل منها برغبته، بل يُجلب ويُؤخذ بأمر من الله تعالى. إنه يمكث في هذه الدنيا لفترة مؤقتة، ثم يرحل عنها. لا يوجد بقاء أبدي لأحد هنا. جميع النعم والوسائل الدنيوية هي زائلة. فالذي يملك منزلاً جميلاً، سيارة فاخرة، ملابس ثمينة، أو حساباً كبيراً في البنك — فكل هذا سينتهي، ولن يذهب معه إلى قبره شيء من ذلك. كل هذه الأشياء ستبقى هنا، ولن يصحبه إلا عمله.