هو يُرسِلُ الرَّحَماتِ
10 ديسمبر, 2024مسرى المصطفى
الشاعر محمد الشرقاوي
ومسرى المصطفى يبدو حزينا | ويشكو من خنوعِ المسلمينا |
ويسألُ كيفَ غبتُم عن حصوني | هجرتُم كُلَّ عزمِ الأوَّلينا |
وخنتُم كُلَّ عهدٍ كان منكم | وسرتُم في ركابِ المجرمينا |
هتفتُم مرةً باسمي وعدتُم | لبابِ الكهفِ صرتُم نائمينا |
وطال النومُ حتى عاد صوتي | يقولُ يئستُ نبضَ الميتينا |
فعاد ذئابُ هذا الكونِ نحوي | وأمسوا للحضارةِ هادمينا |
أباحوا واستباحوا نهبَ داري | وما وجدوا لديكم حاسمينا |
رأيتُ مدائني أشلاءَ تبكي | وترزحُ تحتَ سطوةِ حاقدينا |
ولستُ أرى بأعينِكم صلاحًا | فقد أمسى بعهدِ الغابرينا |
ولا وجهًا لخالدَ قاد جيشًا | ليهزمَ كُلَّ مكرِ الماكرينا |
أنا مسرى الحبيبِ فهلْ نسيتُم؟ | وأولُ قبلةٍ للعابدينا |
زرعتُ الأرضَ سِلمًا وازدهارًا | دعوتُ إلى النجاةِ التائهينا |
رسمتُ حياتَكم فوزًا ونورًا | وزيتونًا غرستُ هُنا وتينا |
فما صنتُم مدى الأزمانِ فضلي | وما كنتُم بيومٍ شاكرينا |
وما كان الحياءُ لكم دليلًا | لنصرةِ جُندِنا ومرابطينا |
خذلتُم أخوةً في الدينِ عاشوا | وماتوا للشريعةِ ناصرينا |
وما ضعفوا هناك وما استكانوا | وما كانوا لصوتي خاذلينا |
وقمتُ ولمْ أزلْْ أسدًا جريحًا | أصدُّ هجومَ قومٍ خاسرينا |
وفي كفِّيْ يقينٌ أنَّ يومًا | يسوقُ الفوزَ ربُّ العالمينا |
فكمْْ من غابرِِ التاريخِِ أحكي | ليصمدََ سعيُ حزبِ المؤمنينا؟ |
وكمْ من صفحةِ الأبطالِ أتلو | لأصنعَ في البلادِ الثائرينا |
ولكني أسوقُ لكمْ سؤالًا | فهل ترضَونَ دربَ المرسلينا؟ |
وهلْْ مِِنْ آيةٍ يومًا فهمتُم؟ | وهل ترجُون بابَ الفائزينا؟ |
إذا لم تحشدوا جيشًا لنصري | يسوقُ إلى الجحيمِ الكافرينا |
ويطعنُ كلَّ أحلامِ الأعادي | ويمضي خلفَ نهجِ الراشدينا |
فليس لكم مدى الأيامِ وزنٌ | ولن تحيَوا كرامًا آمنينا |
فكونوا في الحياةِ غثاءَ سيلٍ | وفي كُلِّ المحافلِ صاغرينا |
من ديوان (صوت الأقصى)