محمد الفاتح لم يفتح القسطنطينية فقط … ولكنه غيّر تاريخ أوربا أيضًا (2)
14 سبتمبر, 2020متى نفكّر في إيمان النشء الجديد وعقيدته؟
14 سبتمبر, 2020البلاد تتجه إلى صراع سياسي
إن الجيل المعاصر في الهند قد فتح عيونه في ضوء الجمهورية،لذا لا يقف على انعكاسات ضارة للدكتاتورية في معنى الكلمة، فعلى المنظمات والمؤسسات واللجان الملية المنصفة أن تقص على الناس ما تقوم على وجه الأرض في مختلف الدول من دكتاتورية وما تنتج وما تثمر في ظلها من المظالم المفزعة والبريرية المروعة وسفك الدماء حتى يتقدموا إلى الحفاظ على البلاد.
ألا إن كانت أبواب العدل والإنصاف وفق الضواط القانونية في أي بلد مفتوحة فلم تبذل المجهودات لكسر القانون ونقضه فيه، لكن إذا انسدت جميع الطرق للمطالبة بالحقوق وأداء الفرائض بالقانون، فتظهر المنظمات بأسماء مختلفة، وتسود في البلد كله الفوضى اللاحكومية، وبعد ذلك تصل البلاد إلى شفا الهلاك والدمار، ولا يضر ذلك طبقة ولا قبيلة ولا ملة ولا من يؤمن بملة خاصة، بل تواجه حياة كل من في حدود البلاد من مواطن، المصائب والآلام والمشكلات.
خلاصة توطئتي هذه أن الحكومة المركزية منذ أن انتخبت للمرة الثانية، واصلت قمع من خالفها، وسد الحلقوم لمن اختلف عنها، والقيام بالإجراءات الثأرية للمصالح الذاتية عبر القانون أكثر من عهد حكومتها الأولى، كل يعرف بأن أكبر منصب للولاية دستورياً منصب حاكمها، ويتوقع منه ألا يبني خطته على حماية حزب، لكنني رأيت في ممبئ أن الحكومة المنتخبة بأغلبية، أزيلت في الساعة الثانية ليلاً، وحلفت حكومة أخرى في الساعة الرابعة صباحاً في قيادة بزب بي جى بي الحاكم في البلد،وفي جانب آخر في راجستهان ما زال يطلب كبير وزراء الولاية مراراً وتكراراً من حاكمها أن يتيح له الفرصة لإثبات أغلبيته لكنه يماطله، ومن الظاهر أن يجد الحزب المعارض وقتاً كافياً للمؤامرة ومن الأمكن أن يغلب بأي طريق اللون الزعفراني في راجستهان أيضاً.
وهكذا لما زجر ووبخ القاضي المعروف بـ”مرلي درن” شرطة دهلي مظاهراً بالحياد بصدد اضطرابات دلهي الطائفية،وأمرهم بأن يرفعوا الشكوى ضد بعض زعماء بي جى بي أصدر رئيس الجمهورية في غاية من السرعة أمراً بنقله من المحكمة العليا بدلهي إلى محكمة العليا لبنجاب وهريانة.
وإن استغلال المناصب المحايدة للمصالح الذاتية منذ سنين عبر القانون،خطر للبلاد.
إن هذا الصراع النفعي والعناد والتعنت يحمل الإنسان على العواطف الثأرية التي تؤدي إلى الحرب الأهلية إن لم توقن بما ذكرت فسرح لمحة خاطفة إلى وجه الأرض تشعر بأن الحكومة المركزية والحزب المعارض حيث أجريا نشاطاتهما في دائرة القانون لا يؤدي ذلك إلى الحرب الداخلية إلا نادراً إلا حيث انسدت الطرق للوصول إلى العدل والإنصاف قد بدأ المظلومون هناك الجهود المكثفة، واستخدم أحدهما ضد الآخر أسلحة احمرّت المناطق كلها بالقتل والدم ووقع حريق لا يمكن انطفاؤه، فتحولت القرى والمستوطنات إلى أكوام غثاء وأكداس غثاء وأنت ستعترف بأن العواطف الثأرية متماوجة في عروق الإنسان وشرايينه فطرياً إن آذاه أحد فأراد أن ينتقم منه لكن بعض النبلاء والكرماء يعفون ويصفحون.
واليوم حكومة بي جى بي لذا هي تضغط على المسئولين الدستوريين للولايات والدولة أن يصدروا أمراً هي تحبه وترضى به وزاد الطين بلة أن هذه السلسلة لا تقف ولا تنتهي، كما وقع في كرناتكا وغوا ومدهيا براديش وممبئ وراجستهان، إن رفعوا المعاملة إلى المحكمة العليا للعدل والإنصاف فهنا أيضاً تداخلهم الغير مشروع لا يتركها أن تنحل، هكذا أرى واضحاً أن الغيظ والغضب يشتعل في داخل مسئولي الحزب المعارض الذي يكاد أن يثور في أي وقت.
تصوروا إن لم يأت التغير الإيجابي في المستقبل القريب في موقف المناصب المحايدة ووصل الحزب المعارض بأي طريق إلى كرسي السلطة في الانتخاب الآتي وبدأ ينتقم في ظل الحكومة كما اعتدى عليه في ستار القانون فالنيجة واضحة بأن الحرب ستبدأ من كلا الجانبين، هكذا الدولة التي هي موسومة بالجمهورية الكبرى في العالم كله تتدرج إلى طرق انتقام بعد انتقام ويسود الظلام أمام العيون بتصور نتائجها المفزعة،فإن ما صارت عليه الحكومة المركزية من نهج هو ليس مدمراً من تمسك بالدين بل هو مبيد لكل مواطن ألا لو خرجت عجلة للقاطرة من القضبان لخرجت كل عرباته تدريجاُ وإن يأخذ ذلك أوقاتاً.
(محمد قيصر حسين الندوي)