روسيا: الوضع الإنساني في أوكرانيا بات «كارثياً»
7 أبريل, 2022سريلانكا تعلن تخلفها عن سداد دينها الخارجي
20 أبريل, 2022صعود القومية الهندوسية.. كيف يغزو اليمين المتطرف الطوائف والبلاد؟
نشر موقع فورين أفيرز (Foreign Affairs) الأميركي مقالا يسلط الضوء على خطط المتطرفين الهندوس للاستمرار في السلطة بالهند، وعملهم الدؤوب للتمكين للقوميين الهندوس في البلد على حساب الديانات والقوميات الأخرى، خاصة المسلمين.
وأبرز كاتب المقال هارتوش سينغ بال -المحرر السياسي بصحيفة “ذي كارافان” بنيودلهي- أنه رغم الركود الاقتصادي الذي تشهده الهند في ظل حكم حزب بهاراتيا جاناتا اليميني الهندوسي المتطرف، وسوء إدارة الحكومة التي يسيطر عليها لأزمة تفشي وباء كورونا؛ فإن الحزب ما فتئ يحقق انتصارات انتخابية كبرى في شتى أنحاء البلاد، بما في ذلك فوز رئيس الوزراء ناريندرا مودي برئاسة الوزراء عام 2014م، وإعادة انتخابه التي فاجأت المراقبين عام 2019م، إضافة إلى سلسلة من الانتصارات الأخرى في مناطق لم يسبق للقوميين الهندوس الفوز فيها من قبل.
وقال إن حزب بهاراتيا جاناتا فاز في 5 ولايات من أصل 6 في الانتخابات التي جرت مؤخرا في الهند وحسمت نتائجها في شهري فبراير/شباط ومارس/آذار.
وشهدت تلك الانتخابات فوز يوغي أديتياناث (راهب هندوسي من حزب بهاراتيا جاناتا لا يخلع ملابس الرهبان ذات اللون البرتقالي) بولاية ثانية كبير وزراء ولاية أوتار براديش الأكثر عددا بين ولايات الهند، ويقدر عدد سكانها بـ200 مليون نسمة، وتقع جنوب شرق نيودلهي (شمالي الهند).
ويشير الكاتب إلى أن أجراس المعابد في جميع أنحاء الولاية دقت على مدى ساعتين في ذلك الصباح احتفاء بفوزه. ويتسق ذلك الاحتفاء مع الصورة التي يسعى أديتياناث إلى ترسيخها؛ إذ يسعى لأن يكون وريث رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وشخصية بارزة في مساعي حزب بهاراتيا جاناتا لتحويل الهند إلى دولة قومية هندوسية، وفق تعبير الكاتب.
كما يشير إلى أن فوز الراهب القومي الهندوسي كان إنجازا؛ إذ لم يحظ رئيس وزراء للولاية بإعادة الانتخاب لولاية ثانية خلال 30 عامًا الماضية. والملفت أنه تمكن من تحقيق هذا الفوز رغم أداء حكومته الكارثي مع تفشي جائحة كورونا في الولاية!
وأبرز الكاتب عداء أديتياناث للإسلام، وتصريحاته المسيئة للإسلام واتباعه، فقد قال مرة إن المسلمين “حيوانات تمشي على رجلين”، ويجب أن يتوقف “إنتاجها”.
ويُرجع سينغ بال سر نجاحات حزب بهاراتيا جاناتا في الانتخابات إلى أسباب أعمق بكثير وأكثر قتامة من تلك التي تتحكم عادة في شعبية المرشحين مثل الاقتصاد أو التعامل مع الأزمة الصحية الناجمة عن الجائحة، ويقول إن السر يكمن في عمل القوميين الهندوس الدؤوب على مدى سنوات على دمج عناصر من ديانتهم من مختلف المستويات في حركة سياسية موحدة؛ لقد نجحوا للغاية في تنظيم الطبقة العليا من الهندوس، ممن يتربعون على قمة هرم السلطة الدينية الهندوسية ويشكلون معظم النخبة الهندية.
كما نجح الحزب -والكلام للكاتب- في الحصول على دعم العديد من الهندوس المهمشين ومن الطبقات الدنيا من خلال تأكيد هويتهم الهندوسية والحرص على تمثيلهم في الحزب.
ولعب حزب بهاراتيا جاناتا على وتر الإسلاموفوبيا، وعزز المشاعر المعادية للمسلمين وحوّلها إلى سلاح للتأثير في الهندوس، مما أسهم في توحيد المواطنين الهندوس في البلاد الذين يقدر عددهم بنحو 966 مليون شخص، وفي المقابل جعل حياة المسلمين -الذين يقدر عددهم بنحو 200 مليون شخص- أكثر صعوبة.
وأنتج هذا الوضع سياسات تمييز ضد المسلمين طغت في أغلب الولايات باستثناء تلك التي لا توجد فيها أغلبية قومية هندوسية، الأمر الذي سيؤثر سلبا على ديمقراطية الهند ذات المستويات المتعددة، وفق الكاتب.(المصدر : فورين أفيرز نقلا عن الجزيرة نت، 14/4/2022م)