وفاة الشيخ محمد علي الصابوني رحمه الله تعالى
4 أبريل, 2021أأترك سنّة حبيبي لهؤلاء الحمقاء؟!
4 أبريل, 2021مكانة اللغة العربية وأهميتها
تتجلى مكانة اللغة العربية بكونها لغة كتاب الله العظيم الخالد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد والذي عجز العرب المشركون عن الإتيان بأخصر سورة من مثله رغم أن الله تحدى به مصاقع الخطباء من العرب العرباء فلم يجد به قديراً، والذي أفحم كل من تصدى لمعارضته من فصحاء عدنان وبلغاء قحطان.
حتى حسبوا أنهم سحروا تسحيراً والذي تبوأ ذروة رفيعة ومنه اكتسبت اللغة العربية أهميتها وقداستها وبقاءها ودوامها إلى يوم القيامة وبكونها لغة السيرة العطرة لخير البشرية وبكونها لغة كل ما أنتجه العالم والتاريخ، وبكونها مفتاح الثقافة الإسلامية وفضلاً على ذلك أنها لغة عذبة سهلة جذابة ومنقطعة النظير وممتازة عن شقيقاتها الأخرى في العالم وهي لغة العلم والمعرفة ولغة الابتكار والتجديد وهي حيناً لغة الحبّ والوداد وحيناً لغة الحرب والشداد وهي أساس وحدة الأمة الإسلامية ومرآة صافية لحضارتها وهي أسمي اللغات وأجملها وأغناها وأفصحها على الإطلاق وأكثرها جذالة في الألفاظ وقدرة على استيعاب المعاني، وهي تمتاز بجمال التركيب وحسن التعبير وامتياز الصياغة فلهجاتها فصيحة وأساليبها ناصعة ومناهجها ناضجة وهي لغة الشعر العربي ومستودع عقيدة الدين وأنها ساهمت في نقل تاريخ الوطن العربي والتراث العربي القديم من ثقافات وعادات وتقاليد المنطقة ا لعربية.
وإنها تعد من الفروع الهامة للغات السامية ولها خصائص دينية وعلمية وفنية لا يسهمها لسان قوم على الإطلاق أما الخصائص الدينية فحدث عن البحر ولا حرج:
وسعت كتاب لله لفظاً وغاية
وما ضقت عن أي به وعظات
وهي تحتوي على 28 حرفاً ومن بينها حرف الضاد الذي اشتهرت به وتكتب من اليمين وإن لديها القدرة أن تتكيف مع العلوم الأخرى وهي تمتاز بالرقي في التعبير وكثرة الصور الفنية، وهي لغة ما يقرب 300 مليون نسمة من سكان العالم من أبناء الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط.
الخصيصة الكبرى لهذه اللغة كما بينها فضيلة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي في مجلسه بعد العشاء أنها ما تغيرت وما تبدلت لهجاتها وقد مرت عليها مآت سنين وسوف لن نتغير هي ولا لهجاتها إلى يوم القيامة لأن الله سبحانه وتعالى قد وعد في كتابه العظيم بحفظها وصيانتها عن أي تغير وتبديل “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” [الحجر:9].
أما اللغات الأخرى فكل منها تغيرت وتبدلت لهجاتها أيضاً بعد خمسين ومائة سنة، وإن فهم الدين كله يتوقف على فهم اللغة العربية فهي جزء لا ينفك عن حقيقة الدين وقد صدق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى إذ قال إن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب وإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
وسجل شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في كتابه “اقتضاء الصراط المستقيم تأكيد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وهو يكتب إلى سيدنا أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه فيقول “تعلموا العربية فإنها من دينكم”.
وقال الإمام أبو منصور الثعالبي رحمه الله تعالى من أحب الله أحب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ومن أحب الرسول العربي أحب العرب ومن أحب العرب أحب العربية.
ونقل عن الفارابي رحمه الله تعالى أن هذا اللسان كلام أهل الجنة وهو المنزه بين أهل الألسنة عن كل نقيصة والمعلى عن كل خسيسة ولذلك كانت هذه اللغة سيدة اللغات كمالاً وجمالاً وقوة ومرونة وحيوية وقلباً وقالباً وفقنا الله جميعاً للإجادة فيها.
محمد قيصر حسين الندوي